مع انتهاء صلاحية مرسوم حظر السفر الذي فرضه الرئيس دونالد ترامب على الوافدين من إيران وسورية وليبيا واليمن والسودان والصومال، أصدر البيت الأبيض فجر أمس، قراراً بإضافة ثلاث دول الى الحظر هي: تشادوفنزويلا وكوريا الشمالية، وإعفاء السودان منه. واعتبر منتقدون خطوة ترامب «تمويهاً» للإيحاء أن القيود لا تستهدف المسلمين لئلا تعمد المحكمة العليا الى إبطالها باعتبارها تنطوي على تمييز. ولا يطاول الحظر حاملي التأشيرات السارية الى حين انتهاء صلاحياتها، ويبدأ العمل به في 18 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل، أي بعد ثمانية أيام من بت المحكمة العليا الأميركية في دستورية الحظر الأول. وإضافة الى حاملي التأشيرات الصالحة، يستثني الإجراء الأشخاص الذين يملكون صلات عائلية أو عقود عمل داخل الولاياتالمتحدة. ووقع الرئيس الأميركي أمراً تنفيذياً يحظر دخول أو يضع قيوداً على مواطني ثماني دول هي: إيرانوتشاد وليبيا وسورية وفنزويلا واليمن والصومال وكوريا الشمالية. ولحظ القرار منعاً مطلقاً لمواطني سورية وكوريا الشمالية والصومال، بسبب غياب أي تعاون أمني للدول الثلاث مع أميركا، في مقابل تعليق دخول الإيرانيين باستثناء حملة تأشيرات الدراسة وتبادل الزيارات السارية. أما في حال فنزويلا، فيطاول الحظر المسؤولين خصوصاً ويستثني المواطنين العاديين. وأكد مسؤولون أميركيون أن السودان أُعفي من الحظر بسبب حسن تعاونه مع الولاياتالمتحدة في مجالي رصد الإرهابيين وتحديث إجراءات السفر. وأوضح البيت الأبيض أنه استند إلى مدى قدرة الخرطوم على فرض إجراءات أمنية مشددة للتدقيق في هويات الراغبين في السفر إلى الولاياتالمتحدة. ورحب وزيرا الخارجية والأمن الداخلي ريكس تيلرسون وايلاين دوك بالقرار، واعتبرا أنه يأتي في صلب جهود حماية الأميركيين. وفي حالات ليبيا واليمن، أشار القرار الى علاقة جيدة لهما مع الولاياتالمتحدة قد تتيح اعفاءهما من الحظر مستقبلاً. ودافع ترامب في تغريدة له على «تويتر» عن الإجراءات قائلاً: «من أولوياتي أن أجعل أميركا آمنة. لن نسمح لهؤلاء بدخول بلدنا»، في إشارة الى مواطني الدول المشمولة بالحظر. وقوبلت الإجراءات الجديدة بانتقادات حادة من نواب ديموقراطيين بارزين بينهم آدام شيف الذي اعتبر أن ضم تشاد وكوريا الشمالية وفنزويلا الى لائحة الحظر، هدفه «التمويه أمام المحاكم بأنه لا يستهدف معتقداً واحداً (المسلمين)». واستبعد شيف أن ينجح هذا التكتيك أمام المحاكم. كما تعرض القانون الجديد لانتقادات من مختصين في مكافحة الإرهاب لكونه طاول تشاد وهي شريك قوي للولايات المتحدة في مجال محاربة «القاعدة» وفروعها في أفريقيا. ولم يتضمن الأمر التنفيذي أي بنود حول اللاجئين، لكن يُتوقع أن تصدر الإدارة قانوناً منفصلاً في هذا الشأن قبل نهاية الأسبوع مع اقتراب موعد الموازنة الجديدة في مطلع تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. ويُرجح أن يحد القانون الجديد من نسبة استيعاب اللاجئين. على صعيد آخر، أفادت نشرة «بوليتيكو» الصادرة في واشنطن، بأن جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي استخدم حساباً الكترونياً خاصاً للتواصل مع مساعدين في البيت الأبيض بصفته كبير مستشاري ترامب. وأعاد ذلك الى الأذهان هجوم ترامب بشدة على منافسته الديموقراطية السابقة هيلاري كلينتون لاستخدامها ملقماً خاصاً في منزلها لبريدها الالكتروني الذي كانت تستخدمه بصفتها وزيرة للخارجية. وشدد ترامب في خطاباته في حينه على ضرورة «الحكم عليها بالسجن» في هذه القضية.