«غداً تظاهرة مليونية رجالية شعارها: الزوج يريد تغيير المدام». وبعد سماع هذه الأنباء، وعدت الزوجات بإدخال إصلاحات أهمها: «السماح للزوج بتعدد الزوجات، والسماح له بالسفر أين ومتى شاء، والخروج من البيت والعودة من دون توجيه أسئلة الى أين ذاهب ومن أين جئت». لكن الأزواج رفضوا هذه الإصلاحات ورفعوا شعار «الزوج يريد إسقاط المدام لطول فترة حكمها». هذه نكتة ظهرت في الأيام الأخيرة وتناقلها الفلسطينيون على هواتفهم الخليوية تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة الذي صادف أول من أمس واحتفلت به الفلسطينيات، ومع اقتراب عيد الأم. وتعكس مثل هذه النكات الثقافة الذكورية السائدة في المجتمعات الشرقية والعربية، ومن ضمنها المجتمع الفلسطيني، كما تعكس نظرة دونية أو على الأقل فيها أشكال من التمييز المستند الى فتاوى دينية أو عادات وتقاليد بالية. وترى رئيس مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي الناشطة النسوية عندليب عدوان أن «على المعنيين وكل الأطراف ذات العلاقة بالمفاهيم التي لا تخدم الإنسان كإنسان، العمل على تغيير هذه الثقافة المعبر عنها بنكات أو قصص وتتمثل في الإعلام وتعتبر المرأة إما شريرة أو مخربة البيوت وخاطفة الرجل الملاك أو الضحية على أقل تقدير». ورأت بكثير من الجزم أن من ابتدع هذه النكتة رجل وليس امرأة، معربة عن اعتقادها بأن «هذه النكتة تعبر عن رغبات دفينة لدى بعض الأزواج». كما رأت أنها «تؤكد النظرة الدونية في المجتمع تجاه النساء ودورهن وصورتهن وعدم تبادل الاحترام بين شريكي الحياة الزوجية والأسرة، وهي نتيجة طبيعية لعادات وتقاليد وثقافة مجتمعية تتعامل مع المرأة بدونية». وقالت الناشطة النسوية الباحثة في مركز شؤون المرأة هداية شمعون إن «هذه النكتة ليست الأولى التي تعكس طبيعة الخلاف بين الرجل والمرأة». وعبرت عن أسفها لأن «يتخذ مبتدع هذه النكتة من روح الثورات والصحوات العربية الرائعة المبدعة مادة ضد المرأة في شكل مثير للغضب». وأوضحت أن «هذه القوالب والمضامين تستفزها كثيراً»، مشيرة الى أنه يزعجها كثيراً أنه «مهما تقدمت المرأة، ومهما كان هناك اتفاقات دولية وقوانين وإجراءات تسعى الى النهوض بالمرأة وواقعها ورفع مكانتها، إلا أن بعض الأطراف غير المؤمنة بحقوق المرأة يحلو لها تناول موضوع المرأة في شكل ساخر». ووجهت رسالة لمناسبة اليوم العالمي للمرأة مفادها أن «المرأة هي الأخت والابنة وشريكة الرجل في بناء مجتمع ديموقراطي حر وصالح»، داعية الى «رصد ما ينشر من مثل هذه المضامين وضرورة وضع عقوبات لها». ورأت أن «هذه المضامين تعود بالنساء عشرات السنوات الى الخلف وتضعها في دائرة مغلقة وأنها ليست كفوءة وليست لديها قوة لتكون جنباً الى جنب مع الرجل».