يقال إن المرأة تحب التسوق بأشكاله كافة، ويقال إن المرأة تنفق على مشترياتها من الملابس وأدوات التجميل أضعاف ما ينفقه الرجل للعناية بنفسه، ولكن ماذا لو كان الأمر متعلقاً بالعناية بالفكر والإنفاق في شراء الكتب؟ خصوصاً في هذه الفترة التي تشهد إقامة معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يتوافد عليه الجميع «رجالاً ونساء»، ومن مختلف الأعمار والتوجهات والمؤهلات والتخصصات، إذ يعد معرض الكتاب محفلاً ثقافياً ورافداً مهماً من روافد الفكر والأدب والمعرفة والثقافة، وكيف لا والكتب تعد أوعية الفكر وصديقاً لا تنتهي صداقته بانتهاء الزمان. قامت «الحياة» بجولة استطلاعية في أرجاء المعرض، ولاحظت أنه لا تكاد تسير امرأة إلا وبرفقتها كيس أو أكثر، يمتلئ بمشترياتها من الكتب، وهناك من يحملن في أيديهن أوراقاً (قوائم) تضم أسماء الكتب التي يبحثن عنها. وحول اهتمام المرأة بالكتب، وعن المواضيع التي تستهويها تقول «نورة» وهي خريجة جامعية: «إن أكثر ما يلفتها هي كتب تطوير الذات، والتعرف على الشخصية، وتنفي ما يقال حول أن المرأة تهتم بكتب التجميل والطبخ والأطفال فقط»، بينما أختها «رزان» طالبة في المرحلة الثانوية تفضل قراءة الروايات والقصص، فتقول عن كيفية اختيارها لرواية من دون أخرى أو كتاب من دون آخر: «إنها تقرأ عن تلك الروايات ما يكتب حولها في «الفيسبوك» والمنتديات، ثم تجهز قائمة بأسمائها بناء على نسبة المديح والدعاية في تلك المواقع»، وذكرت رزان أن «الانترنت» له دور كبير في تحديد ذائقة المشتري، وأن كثرة الكتابة عن إصدار ما، سواء بالمديح والدعاية أو بالذم يؤثر على نوع مشترياتها. «أم فيصل» موظفة وأم لطفلين تقول: «إنها تفضل الروايات والشعر بالدرجة الأولى»، ولا ترى بأنه من «المعيب أن تشتري أيضاً كتباً تختص بعناية المرأة بجسدها وبطفلها وبمنزلها ككتب الديكور»، وتصف ذلك بأنه ضرورة ولا يدل على اهتمامات سطحية كما يشاع عنه، وتشير إلى أنه لابد أن تتنوع اهتمامات المرأة. حنان تعد رسالة الماجستير في تخصص الأدب الحديث، تتحدث لنا قائلة إن ما يشغلها حالياً هو البحث عن كتب تصلح للاستفادة منها كمراجع في رسالة الماجستير، وهذا لا يمنع أن تشتري أيضاً الكتب الفكرية والفلسفية ككتب المؤلف فراس السواح. صاحب دار السحاب للنشر عادل عبده، يتحدث حول مجالات اهتمام المرأة، ويرى أنها تهتم بالبحث العلمي بشكل كبير، وبدا ذلك واضحاً بشكل جليّ خلال السنوات الأربع الماضية، وقال: «إن المرأة تشتري ما تبحث عنه أياً كان سعره، ويرى أن القوة الشرائية للنساء تعادل ما نسبته 75 في المئة، أما الرجال فلا يتجاوزون 25 في المئة.