قال مسؤولون أميركيون بارزون إن الولاياتالمتحدة ترى قيمة في معاهدة الحد من التسلح مع روسيا «ستارت»، على رغم مخاوف من سجل موسكو في مجال السيطرة على الأسلحة وغيرها من القضايا. وأشار مسؤولون في إدارة الرئيس دونالد ترامب في حديث لصحافيين شرط عدم نشر أسمائهم إلى أن المعاهدة ستظل سارية المفعول ويبقى الباب مفتوحاً أمام توسيع الاتفاق الذي من المقرر أن ينتهي سريانه في عام 2021. وتعطي المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية كلا البلدين حتى شباط (فبراير) 2018 لتقليل رؤوسهما النووية الاستراتيجية إلى ما لا يزيد عن 1550، وهو أدنى مستوى منذ عقود. كما أنها تحد من الصواريخ التي يتم نشرها على اليابسة والغواصات وكذلك القاذفات ذات القدرات النووية. وكان الرئيس دونالد ترامب انتقد في أول اتصال هاتفي له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معاهدة «ستارت»، قائلاً إنها في مصلحة موسكو. لكن أحد مسؤولي إدارة ترامب قال الجمعة إن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى التخلى عن المعاهدة. وشكك مسؤولون أميركيون بينهم وزير الدفاع جايمس ماتيس في مصداقية روسيا في الحد من التسلح، مستشهداً بالمزاعم الأميركية القائمة منذ وقت طويل بأن روسيا انتهكت معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى في فترة الحرب الباردة. وتنفي روسيا الانتهاكات للمعاهدة وتتهم الولاياتالمتحدة بذلك. وتأتي هذه الاتهامات وسط تدهور في العلاقات الأميركية - الروسية. وتتهم وكالات الاستخبارات الأميركية روسيا بالتدخل في الانتخابات الرئاسية في الولاياتالمتحدة وهو ما تنفيه موسكو وتشمل الإجراءات المتبادلة الأخيرة بين واشنطنوموسكو تحركات لخفض الوجود الديبلوماسي لكل منهما. في غضون ذلك، أعلنت ويسكونسن واوهايو وكاليفورنيا وعشر ولايات أميركية أخرى، انها ضمن 21 ولاية استهدفها قراصنة إلكترونيون يتبعون للحكومة الروسية في محاولة لترجيح كفة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية 2016 على رغم عدم حدوث تغيير في الأصوات. وأكدت وزارة الأمن الداخلي أنها أخطرت الولايات بتعرضها للاختراق الإلكتروني، لكنها رفضت تحديد أسماء الولايات. وتنفي روسيا تدخلها في الانتخابات كما ينفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أي تواطؤ مع روسيا. وأكدت ألاباما وألاسكا وكولورادو وكونيتيكت وفلوريدا ومينيسوتا وتكساس وواشنطن أنها كانت هدفاً لقراصنة روس، لكنها قالت إن عمليات الاختراق لم تكن ناجحة. وفي العام الماضي، أكدت أريزونا وايلينوي أنها كانت هدفاً للقراصنة. وأكدت وكالة «أسوشيتد برس» أن ولايات ايوا وماريلاند ونورث داكوتا وبنسلفانيا وديلاوير واوريغون واوكلاهوما وفرجينيا استهدفت أيضاً، ما يرفع عدد الولايات المستهدفة التي كشف عنها إلى 21. وقال جاد تشوت رئيس الرابطة الوطنية الأميركية لمديري انتخابات الولايات إن «لا وجود لأي دليل على أن الروس بدلوا أو غيروا ولو صوتاً واحداً». وقال مدير لجنة ويسكونسن الانتخابية مايكل هاس، إن وزارة الأمن الداخلي أخطرت الولايات بأن «متسللين إلكترونيين يتبعون للحكومة الروسية» استهدفوا أنظمة تسجيل الناخبين لديها. وقال مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي إنه في غالبية الولايات المستهدفة وهي 21 ولاية تمت ملاحظة نشاط بسيط للمتسللين وإن عدداً صغيراً فقط من الشبكات تم اختراقه. واشتكت بعض الولايات في حزيران (يونيو) الماضي من أنها ليست لديها فكرة في ما إذا كان الروس قد حاولوا التسلل إلى أنظمتها. وقال وزير خارجية ولاية كاليفورنيا أليكس باديلا الجمعة إن متسللين دققوا في الأنظمة الانتخابية في الولاية من دون التمكن من اختراقها. وأضاف: «إنه من غير المقبول نهائياً أن يتطلب الأمر عاماً كاملاً حتى تخطر وزارة الأمن الداخلي مكتبنا بتدقيق الروس في أنظمتنا على رغم طلباتنا المتكررة لهم بالحصول على معلومات». وقال الناطق باسم وزارة الأمن الداخلي سكوت مكونيل في بيان إن الحكومة تؤمن بأن «المسؤولين يجب أن يكونوا على اطلاع دائم على أخطار أمن المعلومات المتعلقة بالبنية الأساسية لأنظمة الانتخاب»، ولكنها تريد أيضاً حماية «سلامة التحقيقات وسرية الجهات المصنعة لتلك الأنظمة.