أقدم مدمن سابق، فجر أمس، على الانتحار أمام مبنى مكافحة المخدرات في محافظة الأحساء، بعدما فشل في اقتحام المبنى، بهدف إضرام النار فيه، متسبباً في إصابة رجلي أمن. وتوجه المنتحر إلى المبنى، حاملاً عبوة مملوءة بالوقود، وأطلق النار على رجل أمن كان يقف عند بوابة الدخول، حين توجه الأخير نحوه للاستفسار عن هدفه، ما أدى إلى إصابته. وحاول المنتحر الدخول إلى المبنى بعبوة البنزين، إلا أن أحد عناصر المكافحة، الذي سمع بإطلاق النار، توجه إلى البوابة، وأصيب هو الآخر. وحاولت مجموعة من عناصر المخدرات، القبض على المواطن، إلا أنه وجه المسدس، الذي كان في حوزته إلى رأسه، وأطلق النار قبل وصولهم إليه. وكشف مدير مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية العميد عبدالله الجميل، في تصريح ل «الحياة»، عن محاولة المنتحر «إضرام النار في المبنى، بعد محاولته الدخول بعبوة بنزين»، مشيراً إلى قيامه بإطلاق «أربع رصاصات، تسببت في إصابة عنصرين من مكافحة المخدرات، فيما تم العثور على نحو 30 طلقة مسدس، كانت مخبأة في ملابسه». ولفت الجميل، إلى وجود «ثلاث قضايا مخدرات سابقة على المنتحر، إحداها تم تسجيلها في الإمارات العربية المتحدة، واثنتان داخل البلاد، إذ تم ضبطه في إحدى القضايا، وإطلاق سراحه. وفي الثالثة حاول الهروب، بعد ملاحظته نقطة تفتيش تابعة لمكافحة المخدرات، إذ ترجل من سيارته هارباً. بعد أن سرق سيارة تابعة لأمانة الأحساء، كانت قريبة من الموقع. وعثر رجال الأمن أثناء تفتيش مركبته على حبوب مخدرة، وقطع حشيش». وأشار إلى أن ما قام به المنتحر كان نتيجة «استخدامه المفرط للمخدرات، الذي أدى إلى فصله من عمله في إحدى الشركات الكبرى»، مطالباً الأسر بضرورة «الانتباه إلى أبنائها، والتواصل معهم في حال تم اكتشاف تعاطيهم المخدرات، لإنقاذهم من الوصول إلى مراحل متأخرة من التعاطي»، مؤكداً تعاونهم في قضايا التعاطي كافة، التي تقدمت بها أسر عن أبنائها. واعتبر هذه الحادثة «حلقة من مسلسلات تتكرر، بسيناريوهات مختلفة في مواقع أخرى». واعتبر الجميل، المخدرات «الخطر المقبل، الذي يجب محاربته بكل الوسائل، وبالاعتماد على التوعية والتثقيف، الذي يبدأ من الأسرة، والمجتمع، وهو ما نقوم بالإعداد له، من خلال وسائل عدة، أبرزها «برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية»، الذي نسعى إلى الانتهاء منه في أسرع وقت». بدوره، أكد الناطق الإعلامي في شرطة المنطقة الشرقية المقدم زياد الرقيطي، تلقيهم بلاغاً عن «انتحار شخص، ومصابين من رجال الأمن أمام مبنى مكافحة المخدرات في الأحساء، بعد محاولة مواطن الدخول إلى المبنى». وأشار إلى تعرف الفرق على هوية الجاني المتوفى، وهو «مواطن في العقد الثالث من العمر، وله سجل جنائي لدى الإدارة ذاتها، ومطلوب في عدد من قضايا المخدرات»، مضيفاً تم «اتخاذ الإجراءات اللازمة، ونقل جثمان المتوفى إلى ثلاجة الموتى. وما زال التحقيق جارياً في القضية. فيما تشير المتابعة الصحية الأولية إلى ان حال المصابين مستقرة».