تبدأ اليوم في طهران اجتماعات اللجنة العليا السورية - الإيرانية برئاسة رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري ونائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحمي. وتهدف اللجنة إلى تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين وتوسيع آفاقها. وبحث عطري أمس مع مساعد الرئيس الإيراني لشؤون التنمية والموارد البشرية، لطف الله فروزندة، الذي نقل رسالة من الرئيس أحمد نجاد إلى الرئيس بشار الأسد، في علاقات التعاون بين البلدين، وآفاق تطويرها والارتقاء بها بما يتوافق وإمكاناتهما، وتحقيق مصالحهما المشتركة. وأفادت مصادر رسمية بأن الجانبين بحثا أيضاً في «تبادل الخبرات في التنمية الإدارية والتطوير وتأهيل القوى البشرية وبناء المهارات الوظيفية والتعليمية، لتلبية احتياجات سوق العمل، وتنفيذ الخطط التنموية والتوسّع في استخدام التقينات الحديثة، في إطار خدمات الحكومة الإلكترونية». وكانت اجتماعات اللجنة التحضيرية بحثت على مدى يومين في التعاون المشترك في البحث العلمي والتقنيات عالية المستوى وبناء محطات طاقة كهربائية وتصنيع محطات الطاقة البديلة القائمة على الرياح والطاقة الشمسية وإقامة مصانع لتصنيع تجهيزات الاتصالات وإنشاء الحدائق التكنولوجية والصناعات الدوائية. ونقلت مصادر رسمية عن مدير مكتب رئيس الوزراء السوري رئيس الوفد في اجتماعات اللجنة التحضيرية، تيسير الزعبي قوله: «ان الاجتماعات التمهيدية تناولت قضايا الربط الطرقي والسككي ومد أنابيب النفط والغاز». وتبحث إيران مع سورية في إقامة مشاريع مشتركة في النفط والغاز، من بينها مدّ أنبوب لنقل الغاز الإيراني عبر العراق إلى سورية، ومنها إلى البحر الأبيض المتوسط، وربطه ب «خط الغاز العربي»، بالتعاون مع العراق، إضافة إلى إنشاء مصفاة نفط في منطقة الفرقلس في محافظة حمص (وسط البلاد) بالتعاون مع فنزويلا لتكرير 140 ألف برميل يومياً. وكان البلدان وقعا في اختتام اجتماعات «اللجنة» التي عقدت في دمشق العام الماضي مذكرات تفاهم عدة شملت التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والمصرفي والجمركي والتخطيط والإحصاء والصناعة والكهرباء والنقل والمواصلات والاتصالات وتقنية المعلومات والصحّة والثقافة والتربية والتعليم العالي والزراعة والسياحة وتبادل الزوار والشؤون الاجتماعية والعمل والتدريب الفنّي والمهني والإسكان والتعمير والإدارة المحلية والداخلية والإعلام والبيئة والتعاون العلمي والبحثي. يذكر أن إيران تساهم في مشاريع صناعية واقتصادية سورية كبيرة، باستثمارات تجاوزت بليون دولار، من بينها معمل لإنتاج الزجاج المسطح بكلفة 125 مليون يورو في «مدينة عدرا الصناعية» قرب دمشق ومعمل لإنتاج السيارات في «مدينة حسياء الصناعية» كلفته 60 مليون دولار، ومعمل «سيامكو» للسيارات في «مدينة عدرا الصناعية» بالكلفة ذاتها، ومعمل «إسمنت حماه» ب400 مليون دولار. ومن بين المشاريع المشتركة، شركات تأمين ومصرف مشترك رأس ماله في مرحلة التأسيس 30 مليون دولار يرفع بعد سنة إلى مئة مليون، تساهم إيران في 60 في المئة من رأس ماله وسورية بالنسبة الباقية.