بزهو واعتزاز، سار 1189 خريجاً على مضمار ملعب جامعة «الملك فهد للبترول والمعادن» في الظهران، مساء أول من أمس، على مرأى من أمهاتهم وأخواتهم اللواتي علا دوي زغاريدهن في الملعب المفتوح، في يوم انتظرنه طويلاً، لرؤية أبنائهن الخريجين، الذين أمضوا خمس سنوات من الدراسة والاجتهاد. ولم يقتصر الحضور الذي قدر بالآلاف على الأمهات والأخوات، إذ كان هناك الآباء والأصدقاء والزملاء، الذين جاؤوا لمشاركة الخريجين الفرحة. وارتسمت الفرحة على محيا الخريجين خلال المسيرة الأكاديمية لأعضاء هيئة التدريس والمرشحين للتخرج في الدراسات العليا والبكالوريوس، من كليات العلوم الهندسية والتطبيقية، والعلوم، والإدارة الصناعية وتصاميم البيئة، وعلوم وهندسة الحاسب الآلي. ولم تمنع إعاقة بعض الخريجين دون المشاركة في المسيرة. وعلى رغم ذلك، لم تغب الدمعة عن الخريجين الذين عبروا عنها في كلمة ألقاها نيابة عنهم زميلهم البراء العوهلي، حين وصف هذه اللحظة بأنها «من أجمل لحظات حياتنا»، ولكنه استدرك إنها «لحظة امتزجت فيها البسمة بالدمعة، بسمة الفرحة بالتخرج وبداية مرحلة جديدة من حياتنا، بدمعة فراق زملاء أعزاء وأساتذة أجلاء وصرح علمي عظيم». فيما ربط راعي الحفلة أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، بين الجامعة و«التميز في الأداء». وقال في كلمته: «إن هذا الوطن الذي يعيش نهضة علمية شاملة، تنطلق من أهمية التعليم الجامعي، يسعى إلى تطوير الجامعات ومساعدتها على أداء دورها في خدمة الوطن والمواطن». وأضاف أن «الجامعة أثبتت في كل مرة، أنها على قدر المسؤولية في تحمل أعبائها الأكاديمية والبحثية والمجتمعية». واستغل مدير الجامعة الدكتور خالد السلطان، تسلمه دفة الحديث، في استعراض «بعض إنجازات الجامعة»، مثل «إنشاء مراكز للتميز العلمي في الطاقة المتجددة وفي تكرير البترول والبتروكيماويات وفي تآكل المواد وتقنية النانو. وحصولها على المرتبة الأولى عربياً وإقليمياً، ضمن أفضل 400 جامعة عالمية بحسب تصنيف «التايمز»، إذ حصلت على المركز 383. وكذلك الفوز مع ست جامعات عالمية في منافسة «شراكة الأبحاث العلمية» في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، التي دعي إليها أفضل 60 جامعة في العالم. وترتيب الجامعة ضمن ال130 جامعة الأولى في مجالات نشر البحوث الهندسية، وضمن أفضل 300 كلية أعمال في العالم. وأيضاً الشراكة الإستراتيجية مع جامعات عالمية مرموقة، أبرزها جامعة «MIT” و»Caltech”، وشراكة أخرى إستراتيجية متميزة مع «أرامكو السعودية» كمثال يُحتذى به للشراكة بين الجامعات والقطاع الصناعي». وواصل السلطان سرد الإنجازات»، ومنها ان الجامعة «قدمت 40 براءة اختراع مُسجلة في الولاياتالمتحدة، واليابان، وإضافة إلى 90 براءة قيد التسجيل. وأكثر من 25 كرسي بحث، وستة إلى سبعة عروض وظيفية لكل خريج، كما قدمت مجلساً استشارياً دولياً، يضم قياديين أكاديميين وصناعيين على مستوى العالم. ووادياً للتقنية لتعزيز توطين التقنية وتنويع روافد الاقتصاد السعودي، وأوقافاً لدعم البحوث والبرامج التعليمية، بلغت أكثر من 30 مليون ريال، وتعليماً إلكترونياً متقدماً ونموذجاً مميّزاً للجامعة الالكترونية». بيد أنه اعتبر أن «أروع الإنجازات وأحلاها، يبقى نجاحُ الجامعةِ في تزويدِ الوطن بهذه النخبة المميزة من شباب نُؤثِر أن نخصص الحديثَ عنهم ولهم».