عشية تظاهرة شعبية متوقعة في ال25 من أيلول (سبتمبر) الجاري، احتجاجاً على الوضع المعيشي السيئ وتردي الخدمات، شهد جنوب شرقي العاصمة الليبية طرابلس أمس حشوداً عسكرية كانت بدأت طلائعها بالوصول إلى المنطقة منذ أول من أمس، وذلك على خلفية تقدم قوات محسوبة على المؤتمر الوطني السابق (برئاسة نوري بوسهمين) المرابطة في منطقة ترهونة (100 كيلومتر جنوب شرقي العاصمة) إلى منطقة قصر بن غشير، أولى ضواحي العاصمة. وأفاد شهود بأن «كتيبة ثوار طرابلس» التابعة لوزارة داخلية حكومة الوفاق أقفلت منافذ «قصر بن غشير» المؤدية إلى خارج المدينةجنوباً وشرقاً. وقال الشهود إنهم استيقظوا أمس، ليجدوا منافذ المنطقة مقفلة بالسواتر الترابية والحاويات بعد سماع إطلاق نار متقطع ليلاً جنوب العاصمة. وكانت «كتيبة ثوار طرابلس» كتبت في صفحتها على موقع «فايسبوك»، أن «عودة المخربين الذين قاتلهم شباب العاصمة قبل أشهر مرفوضة»، في إشارة إلى حشود قوات المؤتمر الوطني. وذكر مصدر عسكري في الكتيبة أن «ميليشيات المؤتمر وأبرزها ميليشيات تُعرف باسم الكاني مدعومة من سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية تقدمت الثلثاء بعتاد كبير وسيارات مسلحة في اتجاه منقطة السبيعة المتاخمة لبن غشير ومنطقة المطار جنوب العاصمة». وأضاف المصدر إن التقدم العسكري لقوات المؤتمر المقربة من مفتي طرابلس الصادق الغرياني «تتزامن مع قرب موعد الاحتجاجات التي دعا إليها عبد الباسط إقطيط الذي تبيّن أنه مدعوم من حكومة المؤتمر والمفتي، والذي سبق أن أعلنت كتيبة ثوار طرابلس منعه من قيادة أي احتجاجات». على صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو اهتمام بلاده بالملف الليبي، معرباً خلال لقائه وزير الخارجية في حكومة الوفاق محمد سيالة، عن «السرور للتعاون الفعال بين روماوطرابلس بشأن إدارة تدفقات الهجرة». وبيّن ألفانو خلال اللقاء الذي جرى على هامش افتتاح الجمعية العامة ال72 للأمم المتحدة، أن «إيطاليا اعتمدت في ما يتعلق بالاتجار بالبشر، نهجاً شاملاً يسعى إلى التوفيق بين الأمن والتنمية الاقتصادية، تماشياً مع مذكرة التفاهم" الموقعة في شباط (فبراير) الماضي، مؤكداً أن «الانخفاض الكبير في تدفق المهاجرين خلال الشهرين الماضيين يُعدّ اشارة مشجعة». وأكد ألفانو ان بلاده تهتم بالأوضاع الإنسانية للمهاجرين، قائلاً: «إننا نولي اهتماماً كبيراً للوضع في معسكرات إيواء اللاجئين في ليبيا. والمنظمات غير الحكومية الايطالية مهتمة بالعمل في ليبيا لتحسين ظروف مراكز استضافة المهاجرين». وأعرب الفانو عن استعداده لإطلاق طلب العطاءات اللازمة لتمويل الخدمات والمرافق في مراكز الاحتجاز الليبية.