اكتسى مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة حلّته الجديدة بعد التحسينات التي طرأت على مرافق المركز الاكثر شهرة في عالم الفروسية في العالم العربي، وتزامنت تلك التطورات مع قدوم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعد رحلته العلاجية، بعد ان وضع أسس رياضة الفروسية العربية، وراهن على نجاح الجواد العربي في موطنه الأصلي. مركز الملك عبدالعزيز والذي يقع في منطقة ديرب (غرب الرياض) تمتد مساحته الى نحو مليون متر مربع، ويقدر عدد الخيل المتواجدة حالياً في المركز حتى مطلع الشهر الماضي 184 رأساً من الخيل العربية، ويبلغ عدد الملاك المسجلين رسمياً في سجلاته 3500 مالك، إذ يتجاوز عدد الخيل في السعودية والمسجلة في المركز 8536 رأساً من الخيل. وبدأت رحلة المركز في عام 1964، ومن ثم انضمت السعودية في عام 1986 الى منظمة الواهو المختصة بالجواد العربي، والتي تعنى بتوثيق وتسجيل الخيل العربية في العالم، وعقب ذلك انضمت السعودية في عام 1992 لمنظمة الايكاهو التي تعنى بعروض الجمال، ليصبح مركز الملك عبدالعزيز المسؤول المباشر عن بطولات الجمال التي تقام في السعودية كافة. وأوضح مدير مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية سامي النحيط ان العمل في إعادة تقويم المركز ستكتمل عما قريب، وقال: «عودة خادم الحرمين الشريفين كانت لها أبلغ الاثر لدى جميع ملاك الخيل العربية، في ظل اهتمامه المستمر بهذه الرياضة، ولا ننسى دعمه الكبير للمركز بعد حضوره العرض الثاني لبطولة الخيل العربية، بعد ان أمر بدعم المركز ب17 جواداً من افضل السلالات، وكذلك صدر الأمر السامي بتغيير مسمى المركز الى اسمه الحالي، وكان المهرجان في نسخته الاولى اقيم ايضاً بحضوره حفظه الله في عام 1996». وأضاف: «الحضور الجيد للجياد سعودية الأصل والمنشأ أسهم بشكل مباشر في توسع قاعدة الملاك الذين اهتموا كثيراً بهذا الامر، ونرى الآن المنافسة كبيرة بين الملاك في المهرجانات الدولية، والتي كان آخرها مهرجان الخالدية الدولي الثالث للجواد العربي، والذي سجل من خلال المركز العديد من الانجازات». وأكملت ادارة المركز تجهيز العيادة الطبية للجياد التي صممت على احدث المستويات، وتفعيل الدور الطبي في المركز، وتحدث نائب مدير المركز عبدالعزيز الغملاس عن هذه العيادة قائلاً: «يشرف على هذه العيادة العديد من الاطباء المتمرسين في هذا المجال، وكثرة الجياد الموجودة الآن في المركز تحتم تواجد مثل هذه العيادة المتخصصة، التي سيتم افتتاحها في القريب العاجل، بعد ان انهت ادارة المركز شراء الاجهزة الطبية التي لا تتوافر في العديد من المراكز المتخصصة في العالم، ونحن وضعنا خططاً وبرامج لتسيير عمل العيادة التي كلفت الكثير من الاموال، لكن قيمة الجواد العربي والمحافظة عليه مهمة بالنسبة لنا مركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية». وسجل المركز حدثاً فريداً في السنوات الثلاث الاخيرة باستحداث جوازات للجياد المسجلة في المركز، وهو ما جعل ادارة المركز تتلقى الاشادة من منظمة الواهو، ويعمل الجواز بالنظام الآلي، بحيث يتم ربط الجواز بمنظمة الواهو منذ ولادته وحتى في تنقلاته بين دول العالم كوثيقة رسمية للجواد العربي، الأمر الذي يسهل مهمة ملاك الخيل في السعودية. وخصص لهذا التسجيل قسم خاص في المركز يشرف عليه المهندس احمد هليل العتيبي، الذي أشار إلى أن استخراج هذا الجواز قلل من المصاعب التي تواجه المركز في ايجاد نسل الجياد المتوافرة الآن في السعودية، في حين أن المركز كان يعاني في السابق معاناة كبيرة من أجل ايجاد نسب الجياد والتسجيل، مبيناً أنه تم بدء عملية المسح الشامل في عام 1990 في جمع المعلومات عن الجياد المتوافرة في السعودية كافة، مشدداً على أنه بعد جمع المعلومات بات من السهل ايجاد نسب أي جواد. وأضاف: «المركز يهتم ايضاً بتسجيل الجياد قبل أي مهرجان محلي او دولي يقام في المملكة العربية السعودية كما حدث في مهرجان الخالدية الدولي، الذي باشر المركز عملية التسجيل قبل انطلاقة السباقات بنحو شهرين في منافسات السباقات كافة».