قال وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي اليوم (الثلثاء)، إن تقسيم العراق أو سورية قد يؤدي إلى اندلاع صراع عالمي. وجاء تصريح الوزير مع تمركز دبابات تركية قرب الحدود مع العراق قبيل استفتاء مزمع على استقلال إقليم كردستان. وقال جانيكلي: «التغيير الذي يعني انتهاك وحدة الأراضي العراقية يفرض خطرا كبيرا على تركيا... انتهاك وحدة أراضي سورية والعراق قد يشعل شرارة صراع عالمي أكبر لا نهاية له». وتخشى تركيا، التي يعيش بها عدد كبير من الأكراد في الجنوب، أن يقوي الاستفتاء على الاستقلال في العراق شوكة حزب «العمال الكردستاني» المحظور. ويخوض الحزب تمردا في جنوب شرقي تركيا منذ ثمانينات القرن الماضي. وقال جانيكلي إن أنقرة لن تسمح بإقامة دولة على أساس عرقي في جنوب البلاد. وأضاف: «لا يجب أن يشك أحد في أننا سنتخذ كل ما يلزم من خطوات وقرارات لوقف تنامي عوامل الخطر». وانتشرت قوات تركية على حدود البلاد الجنوبية اليوم، ووجهت أسلحتها صوب شمال العراق الذي يديره الأكراد. وتقف دبابات ومنصات إطلاق صواريخ مثبتة على عربات مدرعة في مواجهة الأراضي العراقية على بعد حوالى كيلومترين من الحدود وتقتلع الحفارات الميكانيكية الزراعات حتى يقيم الجيش مواقع على الأراضي الزراعية المسطحة والجافة. وقالت مصادر من الجيش التركي إنه من المقرر أن تستمر التدريبات العسكرية، التي بدأت من دون إخطار مسبق أمس، حتى 26 أيلول (سبتمبر) الجاري أي حتى بعد يوم من موعد إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق في شمال البلاد. وشاهد مراسل من «رويترز» أربع مدرعات تحمل أسلحة ثقيلة وجنودا يتخذون مواقع في المناطق التي جرى إعدادها خصيصا وأسلحتهم موجهة صوب الحدود. وكان في الإمكان رؤية مولد كهرباء وطبقا لاتصالات الأقمار الاصطناعية في أحد المواقع. وتأتي التدريبات العسكرية في الوقت الذي صعدت فيه تركيا والحكومة المركزية في بغداد وإيران احتجاجها وتحذيرها من الاستفتاء على الاستقلال الذي سيجريه إقليم كردستان. وأبدت أيضا الولاياتالمتحدة ودول غربية قلقها وطالبت الزعيم الكردي مسعود برزاني بإلغاء التصويت خشية أن يصرف الاستفتاء الانتباه عن الحرب على تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش). وأمرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق برزاني بعدم إجراء الاستفتاء ووافقت على طلب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «في شأن عدم دستورية إجراء انفصال أي إقليم أو محافظة عن العراق». وقامت تركيا بتقديم موعد اجتماع مجلس الوزراء وجلسة لمجلس الأمن الوطني التركي إلى الجمعة المقبل لبحث أي إجراء محتمل. وكان وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو قال الأسبوع الماضي إن أنقرة لن تتوانى عن استخدام القوة إذا لزم الأمر وإن المواجهة أثرت على الليرة التركية. وانخفضت العملة التركية أمام الدولار اليوم لأقل من 3.5 ليرة مقابل الدولار للمرة الأولى منذ أربعة أسابيع.