أبلغ مصدر ديبلوماسي روسي «الحياة»، أن موسكووواشنطن اتفقتا على رفع مستوى التنسيق بينهما في سورية، لتجنّب احتكاكات، ولمواصلة عمل مشترك لتحريك مسار التسوية السياسية في جنيف. جاء الاتفاق خلال محادثات بين وزيرَي الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي ريكس تيلرسون في نيويورك ليل الأحد، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن اللقاء ركّز على «التعاون في الأزمة السورية وملفات الشرق الأوسط واتفاق مينسك» لإحلال السلام في أوكرانيا. ولفت المصدر إلى أن الوزيرين ناقشا تطورات الوضع الميداني في سورية، وتطرقا إلى الموقف في شأن دير الزور، على خلفية توتر بعد تعرّض «قوات سورية الديموقراطية» لقصف، اتهمت واشنطن الطيران الروسي بتنفيذه، لكن موسكو نفت الأمر. وأوضح أن لافروف وتيلرسون اتفقا على تنشيط الاتصالات لتجاوز تباينات من هذا النوع، مشيراً إلى أن الأميركيين أبلغوا موسكو رغبتهم في «رفع مستوى التنسيق العسكري»، تجنباً لاحتكاكات مشابهة للموقف في دير الزور. ونبّه إلى أن معلومات عن «تنافس روسي– أميركي في دير الزور تحمل مبالغات كثيرة»، مؤكداً أن «لا خلافات بين موسكووواشنطن في شأن ضرورة تسريع وتيرة استئناف مفاوضات جنيف»، ومشدداً على تطابق موقفيهما في شأن المرجعية السياسية التي يشكّلها القرار 2254 لهذه المفاوضات. وذكر غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أن موسكووواشنطن تجريان «حواراً مستمراً» في شأن سورية «على مستوى الخبراء». وناقش لافروف وتيلرسون أيضاً سير تنفيذ اتفاق مينسك، واقتراحات لإرسال قوات حفظ سلام دولية إلى شرق أوكرانيا. وقال المصدر ل «الحياة» إن موسكو ستتعامل بإيجابية مع أي اقتراحات تُقدّم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، مستدركاً أنها لا تعتبر الأفكار الأميركية التي عُرضت أخيراً، «بنّاءة وموضوعية». وكانت موسكو اقترحت إرسال قوات مراقبة تابعة للأمم المتحدة إلى خطوط وقف النار في شرق أوكرانيا، فيما عرضت واشنطن تمركز هذه القوات على الحدود الروسية – الأوكرانية. وبرّر الكرملين امتناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن حضور الجمعية العامة للمنظمة الدولية، بأن «جدول أعماله لم يسمح بالمشاركة هذا العام». ونفى الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف، تقارير إعلامية ربطت الأمر بتباين في وجهات النظر مع الغرب، لافتاً إلى أن موسكو «تعترف بالدور القيادي للأمم المتحدة في الشؤون العالمية، وبوتين أكد مراراً التزامه هذا الخط». وتضمّن تعليق بيسكوف إشارة إلى اقتراح أميركي تحفظت عليه موسكو، في شأن إصلاح المنظمة الدولية. إلى ذلك، تابع بوتين تدريباً على إنزال جوي وإطلاق صاروخ واختبار دبابات حديثة، في إطار مناورات «زاباد 2017» (غرب 2017) غرب روسيا، في منطقة تبعد نحو 100 كيلومتر من حدود إستونيا. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية مشاركة 450 مظلياً وتسع مدرعات في الإنزال الجوي مع قوات بيلاروسية، مشيرة إلى تجربة ناجحة لإطلاق صاروخ من طراز «إسكندر أم» بمداه الأقصى، إذ قطع 480 كيلومتراً وأصاب هدفه في كازاخستان. كما اختُبرت دبابات «تي-72 بي3»، وهي أحدث تطوير لدبابات «تي-72»، خلال أضخم مناورات تنفذها موسكو منذ العام 2013 وتُختتم غداً. وأقلقت المناورات دولاً في الحلف الأطلسي، لا سيّما دول البلطيق وبولونيا، التي شكت نقصاً في «الشفافية» وشكّكت في نيات موسكو، إذ رأت في التدريبات اختباراً لقدرتها على شنّ حرب على الغرب، فيما تشدّد روسيا على طابعها الدفاعي. وأعلنت موسكو مشاركة 5500 جندي روسي و7200 جندي بيلاروسي في المناورات، لكن دولاً «أطلسية» رجّحت مشاركة 100 ألف جندي.