أكد مسؤول أميركي رفيع المستوى في حديث الى «الحياة» أمس وعشية الانتخابات البرلمانية اللبنانية بعد غد الأحد، أن هذا الاستحقاق «محوري» ويضع البلاد بين مسار «استكمال الاستقلال والسيادة» من جهة ومسار «قوى العنف والتطرف لتحقيق الأهداف السياسية» من جهة أخرى، وأكد أن واشنطن ستنتظر تشكيلة الحكومة المقبلة وبرنامجها لتقويم مساعداتها وسياستها حيال لبنان. وأشار المسؤول الأميركي المعني مباشرة بملفات المنطقة ل «الحياة» الى أن الانتخابات هي في «غاية الأهمية» نظراً الى «الخيارات المحورية» التي تضعها أمام اللبنانيين. وقال: «ان هذه الخيارات قد تؤثر في رسم مستقبل لبنان وإذا ما كان سيستمر على مسار الاستقلال والحرية وبعيداً من التدخل الخارجي» أو إذا ما كان سيأخذ مساراً آخر حيث قوى العنف تعتقد أن بإمكانها اللجوء الى العنف والتطرف لتحقيق أهدافها السياسية». واعتبر المسؤول أن واشنطن تأمل «باستكمال إحراز اللبنانيين التقدم والبناء على مبادئ الحفاظ على الاستقلال والسيادة والحرية التي حاربوا لأجلها ودفعوا الثمن غالياً لتحقيقها»، وأكد أن إدارة الرئيس باراك أوباما «ستستمر بتوفير الدعم باتجاه هذه المبادئ بعد الانتخابات». وعن نتائج هذه الانتخابات وتداعياتها على السياسة الأميركية حيال لبنان وخصوصاً في حال فوز فريق المعارضة، جدد المسؤول التأكيد أن الإدارة الأميركية «ستراجع سياستها واستراتيجيتها ومساعداتها للبنان طبقاً للحكومة اللبنانية المقبلة وسياسات تلك الحكومة وبرنامجها»، وأشار الى أن واشنطن «تريد شريكاً في لبنان» إلا أنها في الوقت نفسه «تدعم هذه المبادئ (الاستقلال والسيادة ورفض العنف والتطرف) ولن نهجر هذه المبادئ ومصالحنا في لبنان». وأشار المسؤول الى أن التشكيلة الحكومية والبرنامج الحكومي (البيان الوزاري) مهمان في تقويم هذه السياسات»، وخصوصاً لجهة تبني «البرنامج الحكومي للقرارات الدولية» المتعلقة بلبنان، منوهاً بأهمية دور رئيس الجمهورية ميشال سليمان في إيجاد «حل للأزمات والبحث عن حلول وتنازلات»، وشدد على التزامه باستقلال لبنان وسيادته. وعن قراءته للانتقادات التي وجهها «حزب الله» لزيارات المسؤولين الأميركيين وخصوصاً نائب الرئيس جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون للبنان في الأسابيع الفائتة والتي التقيا خلالها سليمان، قال المسؤول: «ان الزيارات والمساعدات التي نقدمها للجيش تعكس دعمنا للمؤسسات الدستورية والحكومة اللبنانية». وأضاف: «إذا كان هناك بعض الأطراف المنزعجين من هذا الأمر، فهذا لأنهم يعرفون أن وجود حكومة مركزية قوية ومؤسسات سيمنعهم من التحرك بحرية وكميليشيا ولهذا أبدوا انزعاجهم». وزاد المسؤول: «نأمل بأن نستكمل دعمنا للمؤسسات والحكومة المركزية والجيش»، وأكد أن دعم الجيش وقوى الأمن «هو بغاية الأهمية في المدى الأبعد لضمان استقلال البلاد وحماية اللبنانيين ومحاربة الإرهاب واستتباب الأمن وتطبيق القرار 1701». وعن الدور السوري اليوم في لبنان، أشار المسؤول الى أن «من المهم استكمال سورية ما بدأته لناحية بدء علاقات ديبلوماسية مع لبنان». وزاد: «انما هناك أمور أبعد بكثير من تعيين سفير أو فتح سفارة يجب القيام بها لتأسيس علاقة مبنية على الثقة وعدم التدخل ومن خلال اتخاذ خطوات مثل ترسيم الحدود». وكرر المسؤول توقعات واشنطن بأن تجرى الانتخابات «في مناخ بعيد من الترهيب والعنف وبانتظام وتكون نتيجتها عادلة وحرة». واعتبر أنه على رغم وجود «عوامل لحصول العنف، لدينا ثقة عالية بمؤسسة قوى الأمن لمنع هذا الأمر».