حذر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أميركا من أي «خطوة خاطئة» في التعامل مع الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية، وهدد ب «الرد بقوة» في حال حصول ذلك. تزامن تحذير خامنئي مع توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإجراء محادثات على هامشها مع عدد من نظرائه، داعياً الأميركيين إلى الانضمام إلى ما وصفه ب «حفلة العشاء»، في إشارة ضمنية إلى فائدة تأييد الاتفاق النووي. في المقابل، جدد رئيس مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علي لاريجاني التلويح بقدرة طهران على استئناف نشاطاتها الذرية «في مهلة أقل من المتوقع» والعودة إلى مرحلة ما قبل الاتفاق النووي «أقوى بدرجات». وبعد أيام على تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب اتهم فيها إيران بانتهاك «روحية» الاتفاق النووي، قال خامنئي أن «أي خطوة خاطئة لنظام الهيمنة (حيال الاتفاق النووي) ستواجه برد فعل من الجمهورية الإسلامية». وأضاف في خطاب خلال مراسم تخرج ضباط شرطة نقل التلفزيون الإيراني وقائعها: «اليوم وعلى رغم كل الالتزامات والنقاشات، فإن سلوك أميركا حيال المفاوضات ونتائجها مجحف تماماً ويصل إلى حد التخويف». وزاد: «على الأميركيين أن يعرفوا أن الشعب الإيراني سيتمسك بحزم بمواقفه المشرفة، ولن يتراجع في القضايا المهمة المتعلقة بالمصالح القومية». في الوقت ذاته، شدد الرئيس الإيراني على «ضرورة حل المعضلات الراهنة عبر الحوار والسبل السياسية»، و «مشاركة الجميع في تلك الحلول». وزاد أن الولاياتالمتحدة ينبغي أن تنضم إلى الدول التي تواصل دعم الاتفاق النووي، وهو ما قارنه بالانضمام إلى «حفل عشاء». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن روحاني قوله إن الأميركيين «بإمكانهم اختيار المسار الصحيح ودخول الغرفة التي يقدم فيها الطعام. لن تكون لدينا مشكلة في ذلك». وزاد أن اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واللقاءات الهامشية «تشكل فرصة لاستعراض القضايا المختلفة مع الشعب الأميركي وشعوب العالم عبر الحوارات واللقاءات». ولفت إلى لقاءات يعد لها مع عدد من نظرائه لمناقشة قضايا مثل الاتفاق النووي. ورأى أن «العالم اليوم لديه رؤية متطابقة مفادها أن الاتفاق النووي هو لمصلحة الأمن والاستقرار والتنمية»، معتبراً أن «مجموعة في أميركا حرمت نفسها من فوائد هذا الاتفاق». وقال إن «إيران لا تمانع في أن تنتفع أميركا من الاتفاق النووي، شرط أن تتخلى عن سلوكياتها السيئة». في غضون ذلك، اعتبر رئيس مجلس الشورى الإيراني أنه «لا يحق للأميركيين التحدّث عن روح الاتفاق، خصوصاً بعد قرار مجلس النواب الأميركي الأخير» فرض عقوبات أحادية على إيران، الأمر الذي قال لاريجاني إنه «بمثابة إلغاء للاتفاق النووي».