اعترف رئيس الوزراء الصيني وين جياباو في خطاب ألقاه خلال افتتاح الدورة البرلمانية السنوية في العاصمة بكين أمس، بوجود استياء شعبي يرتبط «ببعض القضايا، وبينها التضخم، مؤكداً تطلعه الى تحقيق نمو يبلغ 8 في المئة لثاني اقتصاد عالمي، فيما حذرت صحيفة «بكين» الرسمية السكان من المشاركة في تجمعات ضد الحكومة مستوحاة من الثورات التي تهز الشرق الاوسط. وقال وين أمام حوالى ثلاثة آلاف مندوب في الجمعية الوطنية الشعبية يعقدون اجتماعات تستمر عشرة ايام في بكين، إن التضخم «يجب ألاّ يتجاوز 4 في المئة هذه السنة»، معلناً عدم حل مشاكل تثير استياء السكان بالكامل. وأوضح ان ضغط ارتفاع الاسعار تعزز، «ما يحتم جعل تثبيت الاسعار اولوية في سياستنا الاقتصادية، علماً ان ارتفاع الاسعار والإجراءات التي تسبق التضخم تشكل مشاكل تؤثر على مستوى معيشة السكان والوضع العام واستقرار البلاد»، الذي بات إجمالي ناتجه الداخلي العام الماضي الثاني في العالم بعد الولاياتالمتحدة، متجاوزاً اليابان. وأطلق التضخم حركات احتجاج شعبية في الصين سابقاً، في وقت يؤثر ارتفاع الأسعار خصوصاً على الفئات الاكثر فقراً، لأنه يطال المواد الغذائية اكثر من السلع الاخرى. وأكد وين في خطابه الذي يحدد التوجهات الرسمية العريضة لبلده خلال السنة الحالية، ان الاولوية ستعطى للنفقات المخصصة لتطوير المناطق الريفية، وتحسين مستوى السكان، وتطوير قطاعات اجتماعية. وقال: «ندرك واقع ان نمونا غير متوازن بشكل جيد ومنسق ومستديم حتى الآن، لكن مسيرة الشعب الصيني ثابتة وصامدة على رغم هذه المشاكل، وهو يملك كل الاسباب للشعور بالفخر بمنجزاته». على الصعيد الدولي، أكد وين سعي الصين الى «اكمال اصلاح آلية تحديد سعر صرف اليوان» الذي يعتبره الشركاء التجاريون الاساسيون لبكين اقل من قيمته الفعلية. في غضون ذلك، حذرت صحيفة «بكين» الرسمية الناطقة باسم الحزب الشيوعي «الاشخاص في الصين وفي الخارج، الذين استخدموا شبكة الانترنت للتحريض على تظاهرات باسم ثورة الياسمين». وكتبت ان «الحوادث في الشرق الاوسط جلبت محناً لشعوبها». ونشرت السلطات الصينية تعزيزات امنية في بكين وشنغهاي بعد دعوات ل «ثورة الياسمين». كما ضاعفت عمليات المراقبة في وسائل النقل العام، وفرضت قيوداً على السيارات القادمة من خارج بكين وعلى المجال الجوي، ما أخمد اي فرصة لتنظيم احتجاجات هذا الاسبوع، خصوصاً بعد اعتقال عشرات المعارضين، وضرب مراسلين اجانب ذهبوا الى مكان التجمع في شارع وانغفوجينغ التجاري وسط بكين. ودعت الصحيفة الصينيين الى حماية «الانسجام والاستقرار» بدلاً من السماح لمجموعة من الاشخاص خارج الصين وداخلها باستغلال المشاكل في تطورنا والتسبب في اضطرابات». وقالت: «يعرف الجميع ان الاستقرار امر جيد والفوضى كارثة». وكشفت صحيفة «تشاينا نيوز سيرفس» الرسمية، ان بكين نشرت 739 الف شرطي ومسؤول وحراس امن وسكاناً أُلحقوا بدوريات لمواجهة اي حوادث خلال انعقاد البرلمان.