أفادت وسائل إعلام يابانية اليوم (الاحد) بأن رئيس الوزراء شينزو آبي يعتزم حل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة بحلول نهاية العام. وقالت شبكة التلفزيون العامة «ان اتش كي» انه «بحسب اشخاص في الاكثرية، فإن رئيس الوزراء اجتمع برئيس حزب كوميتو (العضو في الائتلاف الحكومي)، وابلغه انه لا يستبعد حل مجلس النواب خلال الدورة البرلمانية الطارئة التي تبدأ في 28 ايلول (سبتمبر) الجاري». بدورها اوردت قناة «نيبون تي في» التلفزيونية الخاصة معلومة مشابهة، وكذلك فعلت صحف عدة. واذا تأكدت صحة هذه المعلومات وحلّ رئيس الحكومة، فعلى مجلس النواب فان الانتخابات المبكرة ستجري قبل عام من موعدها الأصلي، في خطوة يضعها محللون في خانة رغبة آبي بالاستفادة من تضعضع صفوف المعارضة، ذلك ان «الحزب الديموقراطي»، أبرز أحزاب المعارضة، انتخب لتوه رئيساً جديداً له ويشهد انشقاقات وفضائح. وعادت معدلات شعبية آبي إلى مستوى ال 50 في المئة في بعض الاستطلاعات، بعدما ساعده التوتر العام في شأن التجارب الصاروخية والنووية التي تجريها كوريا الشمالية وحالة فوضى في الحزب «الديموقراطي المعارض» الذي يعاني من الانشقاقات. ونقلت «هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية» (إن إتش كيه) عن مصادر مطلعة لم تحددها قولها إن آبي أبلغ زعيم حزب «كوميتو» الشريك الأصغر للحزب الديموقراطي الحر الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء الياباني في الائتلاف الحاكم أنه قد لا يستبعد حل مجلس النواب (المجلس الأدنى للبرلمان) لإجراء انتخابات مبكرة بعد اجتماع المجلس في جلسة إضافية من 28 أيلول (سبتمبر) الجاري. ونقلت وسائل الإعلام عن زعيم حزب «كوميتو» ناتسو ياماجوتشي قوله للصحافيين أمس خلال زيارة لروسيا «حتى الآن يبدو أن الانتخابات ستجرى في الخريف المقبل، ولكن علينا دائما الاستعداد لخوض معركة». وقالت وسائل الإعلام إن التكهنات تزايدت في شأن إجراء انتخابات مبكرة في 22 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، وهو نفس موعد إجراء ثلاثة انتخابات فرعية، على رغم وجود احتمالات أخرى بإجرائها في موعد لاحق في تشرين الأول المقبل أو بعد زيارة من المرجح أن يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وتراجع معدل التأييد لآبي لأقل من 30 في المئة خلال بعض الاستطلاعات في تموز (يوليو) الماضي، بسبب فضائح محسوبية واعتقاد بأنه أصبح متغطرساً بعد مرور أكثر من أربع سنوات على توليه منصبه. واستعاد شعبيته إلى حد ما بعد تعديل وزاري في أول آب (أغسطس) الماضي، وساعدته بعد ذلك مخاوف من كوريا الشمالية التي أطلقت يوم الجمعة صاروخا باليستيا فوق اليابان في ثاني خطوة من نوعها خلال أقل من شهر. ومنذ نهاية 2012، لا يفوت آبي فرصة لسحب البساط من تحت قدمي حاكمة العاصمة طوكيو وزعيمة حركة «تومين فيرست» (ابناء طوكيو اولا) يوريكو كويكي التي اسستها لخوض الانتخابات المحلية في العاصمة، وحققت خلالها فوزا كبيرا على حساب الحزب «الليبرالي الديموقراطي» بزعامة آبي. وبعدما كانت شعبية حكومة آبي تسلك مساراً انحدارياً بسبب فضائح عدة وشبهات بمحاباته اصدقاء له، عادت هذه الشعبية للارتفاع في الايام الاخيرة بفضل مواقفه الحازمة تجاه تهديدات كوريا الشمالية. وسبق لآبي ان دعا لانتخابات مبكرة في نهاية 2014. ويومها حقق فوزاً كبيراً في استحقاق تحول الى استفتاء على سياسته للنهوض الاقتصادي.