تواصلت فعاليات «المقهى الثقافي» الذي يقام على هامش معرض الكتاب في فندق «مداريم كراون». وطرح مساء الخميس ندوة ساخنة حملت عنوان «الملاحق الصحافية بين الجمود والحركة»، صبّ فيها مثقفون جام غضبهم على ما اعتبروه تردياً في مستواها، مقارنة بمثيلاتها في فترة الثمانينات الميلادية. وأرجعوا السبب في مداخلات أعقبت ورقتين قدمهما كل من الزميل عبدالهادي صالح والروائي عواض العصيمي إلى من سموهم الصحافيين من خارج المشهد الثقافي. وتساءل الشاعر عبدالله الصيخان: «أي ملحق ثقافي يحتفي الآن بالنصوص الشابة؟»، مؤكداً أن جودة النص والاعتبار الفني لم تعد تعطى الاهتمام الكافي. فيما ردّ مشتغلون في الصحافة، من بينهم الزميل هاني حجي بأن هناك خلطاً بين ما هو إعلامي وثقافي في طروحات المداخلين. في ورقته سرد الروائي عواض العصيمي بصفته متابعاً لما تقدمه هذه الصفحات في الورقة الثانية سلبيات الملاحق الثقافية، وحصرها في افتقارها إلى الرؤية الثقافية الشاملة، وركون مشرفيها إلى الاعتماد على جهد الغير وانتظار الوارد والمراسلات، من دون أن ينشطوا بدورهم في توفير مواد ثقافية وأدبية ميدانية، وخوفهم الذي لا يزال مسيطراً على عقليات المشرفين من الرقابة على رغم ارتفاع هامش الحرية. وحاول عبدالهادي صالح، بصفته صوتاً يتحدث من داخل أروقة الصفحات الثقافية، الدفاع عن تردي الملاحق الثقافية، مرجعاً ذلك إلى وجود نوافذ أخرى عند المثقفين أكثر تطوّراً في متابعة شؤونهم الثقافية، «ليس في إطاره المحلي وحسب بل على المستويين العربي والعالمي»، مؤكداً أن الصفحات الثقافية اليومية لم تعد المتسيّد الرئيسي في الإعلام الثقافي الجديد.