وسط حضور أكثر من 450 ممثلاً عن المؤسسات الإسلامية من جميع دول العالم ونظرائهم في أميركا، انطلق مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الدولي أمس (السبت) في مدينة نيويورك بعنوان: (التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي). وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين: «إن المنظمة تؤمن إيماناً راسخاً بأهمية الحوار والتواصل في تعزيز الاحترام والتفاهم المتبادلين، ولا تزال تولي أهمية بالغة للتواصل والانخراط مع أصحاب المصلحة الدوليين مثل الولاياتالمتحدة من أجل إرساء شراكة هادفة وعملية من شأنها أن تشكل إطاراً للعمل المشترك، في هدف إرساء ثقافة التعايش السلمي وتعزيز الكرامة الإنسانية». وأضاف: «من مزايا التواصل أنه يعزز الترابط والتلاحم بين الناس ويزيل آثار الكراهية والتمييز كلاً من منطلق إيمانه وثقافته ودينه». ويشارك نحو 450 عالم ومفكر إسلامي وأميركي في مؤتمر «التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدة، والعالم الإسلامي» في نيويورك، وشهد اليوم الأول من المؤتمر عدداً من المشاركات العلمية والفكرية والسياسية من عموم دول العالم. ويناقش المؤتمر الذي يستمر ليومين عدداً من المحاور وهي: (الإسهام الحضاري بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي «الواقع والتطلعات»)، و(الإسهام الإسلامي في تعزيز السلام العالمي)، و(المسلمون في الولاياتالمتحدة الأميركية «الاندماج والمواطنة»)، (والاتجاهات الفكرية في توظيف الحريات الدينية)، (والتواصل المعرفي بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي)، (والمشتركات الحضارية والإنسانية)، (والتبادل المشترك بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي) وغيرها من المحاور. كما يشارك في المؤتمر نخبة مميزة من الأكاديميين والباحثين من مختلف دول العالم، وستكون هناك حلقات حوار متبادلة بين عدد من الطلبة المسلمين والأميركيين ضمن محاور المؤتمر. وأوضح الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد العيسى، أن الرابطة تهدف من خلال عقد المؤتمر إلى التذكير بحضارة الإسلام وتجربتها التاريخية الرائدة في الانفتاح على الحضارات الأخرى، والتي تؤكد مفاهيم التبادل الثقافي والمعرفي «الرائدة» و«الماثلة» وترسيخ حقيقة الأخوة الإنسانية في نظر الإسلام القائمة على البر والعدل والإحسان ورقي التعامل وحسن التبادل، وكذلك استعراض شواهد التاريخ على السمو الإسلامي في التواصل مع شعوب العالم، وبخاصة ما سيتطرق له المؤتمر وهي الولاياتالمتحدة الأميركية، إذ حفل تاريخ العلاقة الحضارية بينها وبين العالم الإسلامي بنماذج مميزة من الثقة العالية والصادقة والتعاطي الإيجابي المشترك. وأضاف أن التطرف الديني والفكري سياق شاذ ومعزول حاربه العالم الإسلامي قبل أن يحاربه غيره وتأذى منه (قبل وأكثر) من غيره، وهو لا يُشكل نسبة تذكر في العالم الإسلامي فهو لا يتجاوز وفق آخر الإحصاءات التقديرية سوى واحد من 200 ألف نسمة، وهذه النسبة بفضل جهود المحاربة الفكرية والعسكرية تتقلص بشكل واضح وملموس. وقال الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي أن التطرف لن يراهن على شيء في سبيل استعادة قواه واستقطاب عناصر جديدة له مثلما يراهن على استفزازات التطرف المضاد «الإسلاموفوبيا»، مبيناً أن التطرف مفهوم عام وشامل لا يقتصر فقط على التطرف المحسوب زوراً على الإسلام، وأن وقائع التاريخ القريبة والبعيدة بل والحالية تشهد بذلك على مستويات عدة سواء في الجانب الديني أو الطرح الفكري أو السياسي أو العرقي أو العنصري، وأكد معاليه على أن العالم الإسلامي وبخاصة في حاضنة مقدساته وقبلته وراعية قضاياه وحاملة رايته ومظلته «المملكة العربية السعودية» كان حاضراً وبقوة في مبادرات السلام العالمية، وتعزيزها على المستويات كافة ومبادراً بعزيمة جادة وفاعلة في مكافحة التطرف والإرهاب فكرياً وعسكرياً حتى أصبحت الحاضنة الإسلامية «المملكة العربية السعودية» منصة عالمية في ذلك وبشهادة أميركية تمثلت في حضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعدد من السياسيين والمفكرين والإعلاميين الأميركيين افتتاح المركز العالمي لمكافحة الفكر التطرف (اعتدال) والإشادة به، وذلك بحضور الدول الإسلامية في قمة استثنائية تاريخية جمعت بينهما بشعار العزم في أيار (مايو) الماضي، مشيداً بخطاب الرئيس الأميركي الذي ركز في إيضاحه التفصيلي على التفريق بين المسلمين المعتدلين وبين المتطرفين والإرهابيين المنتسبين إليهم.