جددت الولاياتالمتحدة عدم تأييدها استفتاء إقليم كردستان لأنه يشتت التركيز على الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش»، كما أنه يُعد «استفزازاً وزعزعة للاستقرار». وقالت السفارة الأميركية ببغداد في بيان صحافي، «لا تؤيد الولاياتالمتحدة نية حكومة إقليم كردستان إجراء استفتاء في وقت لاحق من هذا الشهر، وأن الولاياتالمتحدة أكدت مراراً لقادة حكومة إقليم كردستان أن الاستفتاء يشتت التركيز على الجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بداعش وتحقيق الاستقرار في المناطق المحررة». وأضافت السفارة: «يمثل إجراء الاستفتاء، خصوصاً في المناطق المتنازع عليها، استفزازاً وزعزعة للاستقرار»، داعية حكومة إقليم كردستان إلى «إلغاء الاستفتاء والدخول في حوار جاد ومستمر مع بغداد، وأن الولاياتالمتحدة أشارت مراراً إلى أنها مستعدة لتسهيله». واعتبر رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، أن الحوارات لن تجرى للحصول على ما وصفها بأنها «مكاسب تافهة»، وأشار إلى إمكان الانتقال من «المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة»، متعهداً بتقديم ضمانات لأهالي سهل نينوى إذا اختاروا البقاء ضمن كردستان. وقال بارزاني خلال لقائه مع ممثلي مكوّنات سهل نينوى ذات الغالبية المسيحية: «كنت أتمنى ألا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، وهناك مجموعة تتحكم في كافة الأوضاع في العراق»، مشيراً إلى «إمكان الانتقال من المرحلة الفاشلة إلى الجيرة الناجحة، وأن الأكراد مستعدون لعقد حوارات واجتماعات جدية بعد الاستفتاء». ورفض بارزاني «رسم حدود كردستان إلى الخط الأخضر الذي حدده بريمر» (حاكم العراق بعد الغزو الأميركي في 2003). وأشار إلى «ضرورة بقاء التنسيق والتعاون بين البيشمركة والجيش العراقي مهما حصل»، وقال: «إذا اخترتم البقاء ضمن كردستان سنقدم لكم الضمانات المطلوبة». وأوضح أن «دولة كردستان ستكون ديموقراطية وفيديرالية تتمتع كل المكونات فيها بحقوقها». وفي أربيل نفى المحافظ نوزاد هادي، ما وصفها ب «الشائعات» المتداولة في شأن تهديد العرب المقيمين في المحافظة وطردهم منها، واصفاً إياها بأنها «غير مسؤولة». وأشار إلى أن مسألة الاستفتاء لا تؤثر في العلاقة بين بغداد والإقليم، وستكون هناك حوارات وجلسات مكثفة بين الطرفين. ودعا رئيس «التحالف الوطني» عمار الحكيم القيادات الكردية إلى تأجيل الاستفتاء واللجوء للحوار، محذراً من سلبية التصعيد على جميع الأطراف. وقال مكتب الحكيم في بيان صحافي إن «الحوار كفيل بحل الإشكاليات إذا تمتعت الأطراف بإرادة الحل»، ولفت إلى «ضرورة الحفاظ على المنجز الأمني ومواجهة التحديات الأمنية التي ما زالت تعصف بالعراق». وجدد الحكيم تأكيده «وحدة العراق كقدر وضمان لمصالح الجميع وحقوقهم، فقوة الجميع من قوة العراق»، مشيراً إلى «ارتدادات تقسيم العراق على عموم المنطقة».