لا أفهم هذا المجتمع الذي يربط مستقبل الفتاة ويعلّقها بحظها في الزواج. ولا أفهم تفكير فتاة تتهرب من مشاكلها وفشلها بتخيّل زوج وهمي ينتشلها من حياتها المتوقفة على اللحظة التي ربما يُطرق فيها باب الوالد وربما لا! لماذا توقف حياتها على رجل ربما تمتلك قدرات أعظم منه؟ الزوج المنتظر لن يستطيع تطوير عقل ولا تغيير شخصية، فلماذا تتوقف الحياة عليه؟ من قال إن مستقبل الفتاة «بيت رجلها»؟ لماذا لا يكون مستقبلها من صنع يديها وجهدها؟ وما ذنب من يتخلف عنها قطار الزواج ليترك ألسنة بنات جنسها الفارغات تفترسها! لماذا لا يكفّ الجميع عن الحديث عن العنوسة وكأنها معضلة مستحيلة، أو عاهة مرضية، ويتعامل معها كعزوبة الرجال... التي تعدّ مجرد استقلالية وحرّية؟ لماذا يستمرون بإفقاد الفتاة ثقتها بنفسها وبقدراتها على رغم أنها لم ترتكب حراماً ولا عارضت حلالاً، فيعتبرونها لغزاً يجتمع النساء على حلّه... ليتوصلوا الى أسباب عزوف الشباب عنها! لماذا تلهج الدعوات لها بالزوج الصالح فور دخولها مجلساً تقوده مجموعة من الكبيرات في السن المشفقات على حالها جداً؟ ألم يعلموا أن الدعوات يفضل أن تكون أحياناً سرّية حتى لا تجرحها وتحرجها! بفضل من تنمو النساء في بلدنا مهزوزات وخائفات ومحاربات من المجتمع؟ لماذا يحرّم الطلاق على المرأة على رغم أن اللّه أحلّهُ لها... الى درجة انها تحسب مليون حساب للمجتمع قبل أن تقدم على قرار يجعلها عرضة للانتقاص واللوم من مجتمع يتغذى على آلامها! لماذا في وطني تتحطم النساء من النساء... بألسنتهن ومثاليتهن المصطنعة. لا تطالبوا بحقوق المرأة مره أخرى، المرأة في بلدي تلغي حقوقها بنفسها على رغم ما أقره الإسلام لها لترضى بجاهلية أخرى تسمى جاهلية النساء!