دعت المملكة العربية السعودية هيئة الأممالمتحدة، والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، بصفتها أحد ركائز العمل الإسلامي الجماعي، إلى تكثيف الجهد لتقديم مقترحات عملية وبرنامج شامل لإعادة دمج الفصائل الأفغانية في العملية السياسية كافة، معربة عن استعداد المملكة للتعاون والعمل مع هذه المؤسسات، لتمكين الشعب الأفغاني من القيام بدور إيجابي وسلمي في بناء بلدهم الموحدة والخالية من الصراع والإرهاب، ولتعيش في سلام مع جيرانها. وأعرب رئيس الإدارة العامة للشؤون الإسلامية بوزارة الخارجية الدكتور عادل سراج مرداد أمام اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان، عن أمله بأن ينتهي المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية الذي شكله الرئيس حامد كرزاي، من صياغة سياسات جديدة من شأنها تهيئة الظروف المناسبة لتوحيد القوى الوطنية وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين التيارات الأفغانية كافة، وتغليب المصالحة الوطنية الأفغانية على أي اعتبار آخر، لافتاً إلى أن هذه الأمور تشكل مطالباً مهمة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، وتمهد الطريق لتطوير وتنمية أفغانستان من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية كافة. وأجمع المشاركون في اجتماع مجموعة الاتصال الدولية حول أفغانستان الذي التأم أمس في مقر منظمة المؤتمر الإسلامي بجدة، على ضرورة أن يقود الأفغان بأنفسهم عملية المصالحة السياسية، ورحبوا بالدور المتعاظم لمنظمة المؤتمر الإسلامي في أفغانستان في إشارة إلى بلورة تعاون واضح بين المجتمع الدولي والعالم الإسلامي إزاء حل سلمي مرتقب في أفغانستان. وقال رئيس مجموعة الاتصال الدولية مايكل شتاينر في المؤتمر الصحافي الذي اختتم أعمال الاجتماع، إن المجموعة تسعى إلى وضع إستراتيجية توافقية دولية بشأن أفغانستان تعمل على إحقاق التوازن بين العمل العسكري والجهود السياسية، على اعتبار أن الحل العسكري في أفغانستان غير كاف، لافتاً إلى ضرورة التركيز على الجوانب الإدارية والمدنية، وشدد شتاينر على أن المجموعة في اجتماعها اتفقت على أن تقود القوى الوطنية الأفغانية جهود المجتمع الدولي إزاء المصالحة السياسية، وأكد أن مسألة التحاور مع حركة طالبان متروكة للمجلس الأعلى للمصالحة الوطنية الأفغانية، إلا أنه شدد على أن ذلك لا ينفي وجود خطوط حمراء. ورحب شتاينر بانخراط 15 دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي في مجموعة الاتصال الدولية، معتبراً أن ذلك سيشكل دفعة لعمل المجموعة، خصوصاً مع الجهود التنموية التي تبذلها المنظمة داخل أفغانستان. من جهة ثانية، قالت مصادر مطلعة في الاجتماع إن غروسمان أكد أن انعقاد اجتماع «الاتصال الدولية» في مقر المؤتمر الإسلامي، يمكن اعتباره نتيجة لخطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة، لافتاً إلى أن سلفه ريتشاد هولبروك كان قد قال في وقت سابق إن قرار انعقاد الاجتماع في مقر المنظمة يعد اختراقاً بحد ذاته.