استعرض حقوقيون أدلة عن ضلوع الحكومة القطرية في مساندة جماعات متطرفة والعمل على زعزعة الاستقرار في عدد من دول الشرق الأوسط، بزعم الترويج للديموقراطية وحقوق الإنسان، مؤكدين في ندوة نظمتها الفيديرالية العربية لحقوق الإنسان في مقر الأممالمتحدة في جنيف أمس (الخميس) أن هذا الدور «أدى إلى تقويض جهود مواجهة الإرهاب، ما حتم على عدد من دول المنطقة الوقوف في وجه الدول التي تلعب دوراً تخريبياً إرهابياً». وقال المنسق العام للفيديرالية سرحان الطاهري سعدي إن الحلقة «تنعقد في ظل ظروف دولية حساسة ومشهد أمني معقد يعصف بمنطقة الشرق الأوسط، سببه الأول الإرهاب الذي على رغم مواجهته بكل السبل، لا يزال يجد دعماً ومساندة ليس من أفراد أو منظمات إنما من دول». وأضاف: «إن من أبرز الدول التي أصبحت سبباً لقلق العالم وبخاصة بالشرق الأوسط: قطر وإيران، كما أن تركيا أصبحت تثير بشأن مواقفها من الجماعات المتطرفة وبخاصة الإخوان المسلمين علامات استفهام كثيرة». من جهتها عرضت الباحثة المختصة في شؤون الجماعات الإرهابية في الشرق الأوسط بيجه فاتيني، ما اعتبرتها براهين على ضلوع قطر في دعم الإرهاب والجماعات التي تروج لها وتتبنى أفكارها. وانتقدت فاتيني تشدق قطر بدعم الحقوق والحريات من دون أن تلتزم بها، لافتة إلى أن «المشكلة هي أن قطر تقبل القوانين والمعاهدات الدولية لكنها لا تطبق التزاماتها المتعلقة بالحقوق والحريات الواردة فيها على أرض الواقع». وأشارت إلى أن «الجزيرة خير مثال على ذلك حيث لا تغطي الوضع السياسي في داخل قطر». وحذرت مما وصفته ب«ثلاثي قطر وإيران وتركيا من التأثير على الأمن الإقليمي»، مؤكدة أن هذه الدول تدعم جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من المنظمات التي تتبني أيديولوجيتها المعادية للإنسانية». واعتبر الباحث اليمني المتخصص في الشأن الخليجي إياد الشعيبي أنه لم يعد هناك مجال لأي شك أو تأويل في أن الجزيرة ضالعة في دعم وتبني التطرف والإرهاب. وقال خلال الندوة أمس: «تبنت قنوات إعلامية كقناة الجزيرة القطرية لفترة طويلة من الوقت إظهار خطابات وأحاديث لكثير من قادة تنظيمات متطرفة بدعوى مبدأ الرأي والرأي الآخر». وأضاف أن «مجرد إظهار هذا الخطاب هو بحد ذاته ترويج لوجهة نظر هذه الجماعات والأفراد الأمر الذي يسهم في التأثير السلبي في بعض المشاهدين والمتتبعين بهذه الأفكار وحرف مسار سلوكهم الشخصي والديني». وضرب الشعيبي مثالاً بموقف قطر والجزيرة من اليمن والتحالف العربي بقيادة السعودية الذي يسعى إلى إنقاذ البلاد من الفوضى السياسية والأمنية. وأوضح أن «الهجمة الإعلامية من قنوات فضائية وصحف ومؤسسات إعلامية محسوبة على قطر على دور التحالف العربي في جنوب اليمن والمؤسسات الأمنية والعسكرية هناك أشد شراسة وأكثر عنفاً من الهجمة العسكرية التي شنتها التنظيمات المتطرفة وحلفاؤها قبل تطهير جنوب اليمن». ونبه إلى أنه «في حين أن نشاط الجماعات الإرهابية يقتصر على حدود المنطقة التي تقع تحت سيطرتهم، فإن آثار الإعلام الداعم لها أو المبرر لأعمالها يتجاوز حدود المنطقة المحتلة إلى أبعد منها بكثير». ... ولقاءات تكشف انتهاكات حقوق الإنسان في قطر عقد وفد مشترك من المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وأميركا، والحملة العالمية لمواجهة التمويل القطري للإرهاب، عدداً من اللقاءات على هامش اجتماع الدورة 36 لمجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة في جنيف أمس، تناول أبرز أنواع الانتهاكات التي يمارسها النظام في الدوحة. وأشار الوفد إلى أن قطر تنفق ملايين الدولارات على المنظمات الحقوقية لتجميل وجهها وتدعم وتمول الجماعات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان المسلمين، وتنظيم داعش الإرهابي، وغيرهم. واستعرض الوفد قضية الاعتقالات في قطر، بخاصة تلك التي طاولت الحجاج العائدين من السعودية، وسحب الجنسيات من عوائل قطرية، إضافة إلى انتهاكات حقوق العمال الأجانب، مطالباً المنظمات والشخصيات الحقوقية الدولية والمجتمع الدولي بأخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار. كما فند الوفد المزاعم التي ساقها وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن آل ثاني، في كلمته خلال أعمال الدورة 36 لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أول من أمس.