عدل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عن موقفه القائل إنه سيحاول الدفع نحو تسوية دائمة للصراع مع الفلسطينيين في غضون عام وعاد إلى المربع الأول، أو على الأدق إلى فكرة وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان الذي أعلن في أكثر من مناسبة أن الحل الوحيد الممكن التوصل إليه هو حل مرحلي يقوم على إقامة دويلة فلسطينية منزوعة السيادة الفعلية على أقل من نصف الضفة الغربيةالمحتلة. ونقلت صحيفة "هآرتس" اليوم عن مصدر مسؤول في مكتب نتانياهو قوله إن الأخير يدرس طرح فكرة التسوية المرحلية على أن تليها مفاوضات حول مبادئ التسوية الدائمة مع تقديم ضمانات للفلسطينيين حول الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية العتيدة. وقالت الصحيفة إن نتانياهو أجرى أخيراً سلسلة مشاورات مع كبار مستشاريه توصل في نهايتها إلى قناعة بأنه في أعقاب الثورات في العالم العربي ينبغي على إسرائيل درس فكرة التسوية المرحلية، "خصوصاً أنه ليس لدى الفلسطينيين نضج كاف للتوصل إلى اتفاق نهائي لإنهاء الصراع حيال عدم الاستقرار في المنطقة"!. وسيقترح نتانياهو على الفلسطينيين تسوية مرحلية يتم تطبيقها فوراً على أن يتم وضع هيكلية التسوية الدائمة وإنهاء الصراع في مفاوضات لاحقة. وبموجب التسوية المرحلية تقام دولة فلسطينية على نحو نصف أراضي الضفة الغربية (باستثناء القدس طبعاً) وبالتوازي يتم الشروع في التفاوض حول المسائل الجوهرية للصراع: القدس، اللاجئون، الحدود، المستوطنات والمياه والأمن. وقال المصدر إن إسرائيل لا تريد التهرب من التسوية الدائمة "لكن في الظروف الحالية فإن التسوية المرحلية هي قد تدفع نحو الدائمة". وكان نتانياهو قرر عدم ايفاد مستشاره الخاص اسحاق مولخو إلى اجتماع للرباعية الدولية في بروكسيل يعقد اليوم لبحث سبل كسر الجمود في المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وذكرت الصحيفة أن نتانياهو يرى في الاجتماع محاولة من الرباعية لفرض حلول دولية على إسرائيل وأنه بعد أن رفض الأميركيون منحه ضمانات بشأن أهداف أن الاجتماع قرر عدم ايفاد مستشاره الخاص، وعليه سيقوم ممثلون عن الاتحاد بزيارة إسرائيل الأسبوع المقبل لإطلاعها على نتائج الاجتماع واللقاء الذي يتم اليوم بين ممثلي الرباعية وكبير المفاوضين الفلسطينيين المستقيل صائب عريقات.