أكد رؤساء دول وحكومات منظمة التعاون الإسلامي عزمهم على «استئصال شأفة الفقر المدقع من مجتمعاتهم بما في ذلك الفقر الفكري» وضرورة زيادة الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار، لافتين إلى أن نقل العلوم والتكنولوجيا يعد أحد الطرق الرئيسية لتسريع وتيرة التنمية الاقتصادية للبلدان النامية. وجدد الرؤساء في بيان أصدروه في ختام مداولات القمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة الكازاخستانية أستانا أمس (الاثنين)، التزامهم بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق منظمة التعاون الإسلامي، لا سيما النهوض باكتساب المعرفة، والرقي بالعلوم والتكنولوجيا، وتشجيع البحوث والتعاون بين الدول الأعضاء في هذه المجالات. وجددوا أيضاً التزامهم اتخاذ التدابير اللازمة للتنفيذ العملي لتوصيات برنامج عمل المنظمة للعلوم والتكنولوجيا 2026، من خلال سلسلة مركزة من المبادرات والبرامج في مجالات التعليم وتنمية المهارات الأساسية والعلوم التطبيقية وبرامج العلوم الضخمة. وحض الرؤساء الدول الأعضاء على جعل الجامعات ومؤسسات البحث العلمي مراكز امتياز، لتتمكن من الاضطلاع بدورها في تطوير ثقافة الاستكشاف داخل مجتمعاتهم، معلنين اتفاقهم على السعي بصورة فردية وجماعية إلى تعزيز التعاون بين بلدانهم لتحقيق التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات المجتمعية للقرن الواحد والعشرين. وجدد الرؤساء تأكيد التزامهم بزيادة تخصيص التمويل الموجه لتطوير التعليم والعلوم والصحة والمياه، من أجل تحقيق الأهداف الواردة في برنامج عمل المنظمة حتى العام 2025 وأهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة 2030. وحض الرؤساء الدول الأعضاء على وضع إطار مشترك للسياسة العامة لتيسير تنقل المهنيين وتوظيفهم والاعتراف المتبادل بالشهادات العلمية وتدفق التقنيات والمشاريع الجديدة، مرحبين بمبادرة الرئيس الكازاخستاني نور سلطان نزار باييف «تكامل الهياكل الأساسية الإسلامية» الرامية إلى ضمان تكامل الهياكل الأساسية في مجالات النقل والطاقة والتجارة والاستثمار. ودعوا الدول الأعضاء إلى «تعزيز ودعم برامج البحوث التعاونية في مجال الزراعة والأمن الغذائي، وحفظ النظم البيئية، بما في ذلك مكافحة الجفاف والتصحر والإدارة الفعالة للموارد المائية»، مطالبين ب «مراجعة أمن المحتوى الرقمي من خلال دراسة وتوحيد ما هو قائم من القوانين والسياسات المرتبطة بأمن الفضاء الإلكتروني في الدول الأعضاء». وقال الرؤساء في بيانهم إن «تدشين مجموعة البنك الإسلامي للتنمية لصندوق العلوم والتكنولوجيا والابتكار من شأنه أن يسهم في تنفذ خطة المنظمة للعلوم والتكنولوجيا، فضلاً عن تلبية الحاجات الإنمائية للدول الأعضاء»، داعين إلى المساهمة في الصندوق. ورحبوا بالعرض الذي تقدمت به أوزبكستان لاستضافة الدورة الثانية للقمة الإسلامية حول العلوم والتكنولوجيا، مهنئين كازاخستان على نجاحها في تنظيم معرض «أستانا إكسبو 2017» الدولي الرامي إلى عرض تقنيات مبتكرة في مجال الطاقة المتجددة وإبراز أهمية إدخال تقنيات بديلة موفرة للطاقة في البلدان النامية. وكانت القمة كرمّت 4 علماء على «جهودهم في خدمة دولهم والعالم الإسلامي من خلال سيرهم التي تحوي العديد من الإنجازات في المجالات العلمية» وهم: البروفيسورة المغربية رجاء الشرقاوي المرسلي، البروفيسور التونسي محمد علوني، البروفيسور التركي يوسف ياغتشي، البروفيسور الغامبي أسان جايا. وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف العثيمين إن «هؤلاء العلماء البارزين هم مصدر إلهام لجيل الشباب، صنعوا بعلمهم وتميزهم درباً نيراً يحتذى به وبجهودهم أسسوا لنهضة مجتمعاتهم ودولهم».