كرّم الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون العلماء والفنيين الذين أشرفوا على التجربة النووية السادسة التي نفذتها بلاده الأسبوع الماضي، فيما دعا الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ إلى «ردّ عالمي» على السلوك «المتهوّر» لبيونغيانغ. لكن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل اقترحت اعتماد نموذج الاتفاق النووي المُبرم بين إيران والدول الست، لتسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية. وكانت الدولة الستالينية أعلنت تفجيرها قنبلة هيدروجينية ضئيلة، يمكن تحميلها على صاروخ باليستي عابر للقارات، بعد اختبارها صاروخَين من هذا الطراز. وأوردت صحيفة «صنداي تلغراف» البريطانية أن وزارة الخارجية البريطانية تحقّق هل أن «دولاً نووية حالية وسابقة» ساعدت كوريا الشمالية لإنجاز «تقدّم مفاجئ» في تطوير أسلحة نووية يمكن تركيبها على صواريخ. وأضافت أن «إيران تتصدّر لائحة الدول التي يُشتبه في تقديمها نوعاً من المساعدة، فيما أن روسيا في دائرة الضوء أيضاً». لكن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أفادت بأن كيم الثالث أقام مأدبة عشاء شهدت عرضاً فنياً والتقاط صور، للإشادة بالعلماء والفنيين النوويين وبقادة عسكريين وقياديين في حزب العمال الشيوعي الحاكم، ساهموا في التجربة النووية. وأظهرت صور نشرتها الوكالة كيم مبتسماً، برفقة زوجته ري سول جو، مع العالِمَين البارزَين ري هونغ سوب، رئيس معهد الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، وهونغ سونغ مو، نائب مدير إدارة صنع الذخائر في الحزب الحاكم، واللذين أديا دوراً مهماً في البرنامج الذري. واعتبر كيم أن العلماء والفنيين «حققوا حدثاً ميموناً ضخماً للتاريخ الوطني، من خلال نجاح مثالي في اختبار قنبلة هيدروجينية». ووصف هذه التجربة ب «حدث مجيد في التاريخ الوطني»، مشدداً على أنها «أعظم انتصار حققه أفراد الشعب الكوري، على حساب دمائهم مع تقشفهم في فترة عصيبة»، وداعياً إلى «مضاعفة الجهود» لتحقيق أهداف النظام. في المقابل، اعتبر وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا أن ممارسة «ضغوط قوية» على بيونغيانغ سيجعلها «تقبل بالحوار»، فيما حضّ نظيره البريطاني مايكل فالون على «تفادي تدهور الوضع إلى أي شكل من نزاع عسكري». أما ستولتنبرغ فرأى أن «التصرّف المتهور لكوريا الشمالية يشكّل تهديداً دولياً ويتطلّب رداً دولياً، وذلك يشمل الحلف الأطلسي». وسُئل هل أن هجوماً كورياً شمالياً على جزيرة غوام الأميركية في المحيط الهادئ سيفعّل معاهدة الدفاع المشترك للحلف، فأجاب: «لا أريد التكهّن هل أن المادة الخامسة (من المعاهدة) تُطبّق في مثل هذه الحالة. نركّز جهودنا الآن على كيفية المساهمة في التوصل إلى حلّ سلمي للنزاع». وأعلنت مركل استعدادها ل «المشاركة في محادثات» لحلّ الأزمة في شبه الجزيرة الكورية، مؤكدة أن «سباقاً جديداً للتسلّح في المنطقة لن يكون في مصلحة أحد». وأقرّت بأن المحادثات لتسوية الملف النووي الإيراني كانت «طويلة»، مستدركة أنها «شكّلت حقبة ديبلوماسية مهمة». وأضافت: «يمكنني تصوّر صيغة مشابهة لتسوية النزاع مع كوريا الشمالية. على أوروبا، وخصوصاً ألمانيا، أداء دور فاعل جداً في ذلك». يأتي ذلك عشية تصويت مجلس الأمن اليوم على مشروع قرار طرحته واشنطن، لتشديد العقوبات على بيونغيانغ. وواجهت الصيغة الأولى للمشروع رفضاً كبيراً من موسكو وبكين، لكن مصدراً أفاد بأن الولاياتالمتحدة وزّعت «نصاً جديداً معدلاً» يتضمّن «تنازلات». وفي هذا السياق، شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على أهمية «الحفاظ بأي ثمن على وحدة مجلس الأمن». وفيما يسعى مجلس الأمن إلى تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، أفاد تقرير أعدّه خبراء من الأممالمتحدة بأنه «كلّما اتسع نظام العقوبات، ازدادت وسائل (بيونغيانغ) للالتفاف عليه»، والتي أمّنت لها عائدات قيمتها 270 مليون دولار.