ندد حلفاء كوريا الشمالية وخصومها بإعلانها أمس تنفيذ اختبارها النووي الرابع في تاريخها، عبر تفجير قنبلة أكدت أنها «هيدروجينية» وقوتها الانشطارية أكبر من تلك التي يولدها اليورانيوم والبلوتونيوم، وهو ما شكك به خبراء، على رغم ان التفجير تسبب في هزات ضربت مناطق حدودية في الصين، وحتم إجلاء سكان. وعقد مجلس الأمن اجتماعاً عاجلاً لمناقشة تشديد العقوبات الدولية على بيونغيانغ، كما أعلن السفير البريطاني لدى الأممالمتحدة ماثيو رايكروفت، انطلاقاً من ان العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية والتي تستهدف خصوصاً مؤسساتها المالية وشركات مرتبطة بنشاطاتها النووية او الصاروخية، لم تمنع اجراءها تجربة نووية جديدة قد تشير، في حال تأكيدها، الى تحقيق الدولة المعزولة تقدماً كبيراً في قدراتها الهجومية، وتدق ناقوس الخطر لدى جيرانها. واستبق الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن بمطالبة بيونغيانغ ب «وقف نشاطها النووي والوفاء بالتزاماتها على صعيد نزع السلاح النووي في شكل يمكن التحقق منه». ووصف تجربتها الجديدة بأنها «انتهاك صارخ لقرارات المجلس، على رغم الدعوات الموحدة للمجتمع الدولي الى وقف هذه النشاطات. وهي مقلقة جداً كونها تزعزع بشدة استقرار الأمن الإقليمي وتقوض في شكل خطير الجهود الدولية في مجال منع الانتشار النووي». وفي بكين، صرح وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، بعد لقائه نظيره الصيني يانغ جيشي: «نشاطر الصين التصميم على تحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، وإمكان تشديد العقوبات على كوريا الشمالية، وسنعمل مع باقي اعضاء مجلس الأمن من أجل رد دولي صارم». وكانت الصين، حليفة كوريا الشمالية، أكدت أنها تعترض ب «حزم على التجربة التي تجاهلت معارضة المجتمع الدولي». وقالت الناطقة باسم الخارجية هويا شونيينغ: «نحض بقوة بيونغيانغ على احترام التزامها نزع السلاح النووي، ووقف اي عمل يزيد الوضع سوءاً». اما الخارجية الروسية فاعتبرت ان «التجربة خطوة جديدة على طريق تطوير بيونغيانغ أسلحة نووية، وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن». وأكدت الناطقة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا ان «هذه التصرفات تفاقم الوضع في شبه الجزيرة الكورية المهيأ اصلاً لمواجهات عسكرية وسياسية». وفي واشنطن، قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس: «نراقب الوضع ونواصل تقويمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين». وزاد: «أوضحنا دائماً اننا لن نقبل بأن تصبح كوريا الشمالية دولة نووية. سنواصل حماية حلفائنا في المنطقة والدفاع عنهم بمن فيهم كوريا الجنوبية، وسنرد في شكل مناسب على كل استفزازات كوريا الشمالية». وكانت سيول هددت بالرد بكل «الاجراءات الضرورية» لمعاقبة بيونغيانغ، وبينها قرارات مُحتملة للأمم المتحدة. اما طوكيو، الحليفة الأخرى لواشنطن، فاعتبرت ان التجربة «تشكل تحدياً جدياً لنا، وخطراً للجهود التي يبذلها العالم من أجل الحد من الانتشار النووي». واعتبر الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ ان تجربة بيونغيانغ قنبلة هيدروجينية «تعرض الأمن الاقليمي والدولي لخطر». وأضاف: «ندين مواصلة كوريا الشمالية تطوير أسلحة نووية وبرامج صواريخ باليستية، وكذلك لهجتها النارية والتهديدية».