«في آرسين نحن نثق»، شعار رفعته جماهير أرسنال على مدى سنوات طويلة، على رغم خلو خزانة النادي من أي لقب في السنوات الست الأخيرة، وعلى رغم أن نقطة ضعف الفريق ظلت دائماً في الخط الدفاعي، ومن بينها حراسة المرمى، إلا أن المدرب الفرنسي آرسين فينغر ظل دائماً متعنتاً في تقبل هذه الملاحظة ومعالجتها بشكل جدي وجذري، لكن بعد خسارة المباراة النهائية لكأس المحترفين أمام بيرمنغهام، خصوصاً الطريقة التي خسر بها الفريق وتلقيه الهدف الثاني، أعادت جماهير «الغونرز» سرد السؤال الذي ظل يلاحق فينغر على مدى سنوات الاخفاق الست: متى تحل المشكلة الدفاعية؟ يوماً بعد يوم باتت القناعة بأن نظرة فينغر الدفاعية ليست بنظريته الهجومية، بل لا ترقى الى ان يقارنا، فالمتابع لارسنال كأنه يشاهد فريقين من درجتين مختلفتين، الخط الهجومي من الامتع والاكثر حيوية وفعالية، ومن الافضل في القارة الاوروبية، في حين ان الخط الدفاعي لا ينتمي الا الى الدرجة الثانية او الثالثة. لكن كيف وقع فينغر في هذا الخطأ القاتل؟ ربما يتذكر البعض ان تحت ادارة آرسين فينغر حقق ارسنال انجازاً غير مسبوق بعدم الخسارة في موسم كامل في 2003-2004، وبدفاع قوي في 1998-1999، اذ لم تستقبل شباكه سوى 17 هدفاً في 38 مباراة، لكن في الواقع فينغر ورث في 1996 فريقاً اشتهر بصلابته الدفاعية بقيادة كابتن المنتخب الانكليزي توني ادامز، والى جانبه ستيف بولد وعلى الجانبين لي ديكسون ونايجل وينتربيرن، في حين كان مارتن كيون المدافع الصلب الخامس، ومن خلفهم وقف العملاق ديفيد سيمان، واستمرت هذه المجموعة معاً حتى مطلع الألفية الجديدة، فالأساس كان موجوداً لفينغر الذي اضاف اليه المهارات الهجومية والروعة في التمريرات، ليفقد الفريق لقبه الذي التصق بها سنوات طويلة «ارسنال الممل»، ليتحول في 2004 الى «الرهيب». مشكلة فينغر انه لم يعوض هذا السداسي الذي لم يشتهر بصلابته فقط، وانما بجديته وشخصيته القوية، ما منح بقية اللاعبين في خطي الوسط والهجوم الثقة والراحة النفسية بأن خلفهم خطاً قوياً يصعب اختراقه. المثير ان مارتن كيون اعتبر ان الفارق بين الدفاع السابق والحالي، انه وزملاءه كانوا يفهمون على بعضهم بعضاً بحركات معينة، فيعرفون متى ينشرون مصيدة التسلل، ومتى يغطي كل واحد مركز الآخر، والغريب ان كيون كشف ان هذه الامور تعلمها من المدرب الاسكتلندي جورج غراهام (المدرب الاسبق لارسنال) وليس من فينغر، الذي رأى ان أفضل خليفة لينز ليمان هو الاسباني مانويل المونيا وان لوكاس فابيانسكي حارس بامكان الفريق الاعتماد عليه في مباريات دوري الابطال الشرسة. لك، أثبتت الايام والاسابيع ان فينغر مدرب هجومي مهاري، لكن افكاره الدفاعية وحكمه على لاعبي هذا المركز تظل بحاجة الى اعادة نظر، فعلى رغم انه بعد رحيل السداسي الدفاعي الشهير جاء ليمان وكامبل وتوري وآشلي كول وغالاس، لكن المونيا وسكيلاشي وجورو وكوسيلني لا يرتقون الى ان يكونوا اساسيين في فريق يريد الفوز بدوري ابطال اوروبا والبريميرليغ ولا حتى بكأس المحترفين. جماهير ارسنال تتوسل مدربها الفرنسي بألا يدمر ثقة الحارس الواعد فويسنيتش جيزني بمدافعين مغمورين أمامه، وألا يهبط بأرسنال الى مصاف الدرجة الثانية من نجوم اوروبا من أجل توفير حفنة من الجنيهات.