حين كانت معلمة الصف الأول تعلّم طالباتها الأحرف الهجائية، كانت تذكر لهن أسماء مخلوقات حية تبدأ حروفها بحروف أسمائهن لتساعدهن على تذكّرها، فمثلًا، أروى.. أرنب، بتول.. بطة، وهكذا. صُدِمت الطالبة «فرح» التي كانت تتحرق شوقًا لدورها حين قالت معلمتها: «فرح.. فأر»، فالفأر من المخلوقات المخيفة والبشعة للأطفال في سنّها، تأثّرت فرح كثيراً وعادت إلى المنزل حزينة وصارت تشعر بالحَرَج من اسمها. كان بإمكان المعلمة لو أنها بذلت شيئاً من الجهد في تحضير الدرس والعمل عليه وراعت مشاعر أطفالها بأن تذكّرها باسمها بالفراشة ذات الألوان البهية، أو بالفهد السريع، أو بالفيل اللطيف القوي مثلًا... لا يحضّرن دروسهن، ويقضين حصص فراغهن في تناول الطعام وتبادل الأحاديث على رغم أنها تُعد من ساعات العمل، والضحيّة طلابنا.