مع تسارع وتيرة التحاق المرأة بالمجالات والقطاعات كافة في المملكة، تستمر خطوات مشاركتها بخطى حثيثة من دون توقف في قطاع المطارات على وجه الخصوص، والعمل على فتح المجال أمامها للعمل فيها، وتعزيزها باستحداث وظائف إدارية وأمنية وتقنية تستوعب الخبرات النسائية المؤهلة، لاسيما وأن ما حققته المرأة السعودية من إنجازات في سوق العمل يضاف إلى مساهمتها الفعالة في مسيرة التنمية. ومن أبرز الوظائف التي أسهمت فيها المرأة في المطارات تحديداً، وهي الجمارك والجوازات، والخطوط السعودية، وشركات الطيران الأجنبي، والمحال التجارية، وشركات تأجير السيارات، والفنادق، والسياحة، وغيرها من المهام والأعمال التي يمكن أن تسهم في تسجيل حضورها، ليس كعاملة فقط، وإنما كواجهة حضارية أمام كل زائر إلى المملكة، بما في القطاعات قطاع الجمارك الحساس الذي التحقت المرأة بالعمل الجمركي من خلاله منذ أكثر من 60 عاماً، إذ كان يقتصر عملها في مجال التفتيش الجمركي بالمنافذ الجوية فقط وتشعبت مهامها من خلاله. وكشف مسؤول العلاقات العامة والإعلام في الجمارك فيصل المجيش ل«الحياة»: «أثبتت المرأة جدارتها في قطاع الجمارك، حيث تتقلد العديد من الكفاءات النسائية مواقع قيادية وإشرافية مهمة في العمل الجمركي، بمجالات عدة مختلفة من التدقيق الجمركي والعمل الإشرافي والتفتيش». وأضاف المجيش أن النساء يُدربن على أعلى المهارات والكفاءات بمعهد التدريب الجمركي، إذ يساهم المعهد بتأهيل الكوادر البشرية لتطوير كفاءاتهم وأداء العمل وزيادة الإنتاجية بإعداد البرامج التدريبية المتنوعة بحسب الاختصاص، وانطلاقاً من أهمية التدريب ودور المعهد الريادي محلياً وإقليمياً، وحرصت الجمارك السعودية على امتلاك مدربين ومدربات ذوي كفاءة عالية في التدريب، إلى جانب الشراكة مع بعض الجهات الحكومية ذات العلاقة بالعمل الجمركي في مجال التدريب لتبادل الخبرات لتحقيق أفضل الممارسات التي تلبي حاجات هذه الجهات، وتخدم تسهيل الإجراءات الجمركية. وبين المجيش أن «عدد الموظفات في المنافذ الجوية فقط يبلغ أكثر من 142 موظفة جمركية، في 11 منفذاً جوياً من أصل 14 منفذاً جمركياً جوياً، إذ يعملن في كل من جمرك مطار الملك خالد الدولي، وجمرك مطار الملك فهد الدولي، وجمرك مطار الملك عبدالعزيز الدولي، وجمرك مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وجمرك مطار الأمير نايف بن عبدالعزيز بالقصيم، وجمرك مطار الأمير سلطان بن عبدالعزيز بتبوك، وجمرك مطار الملك عبدالله بجازان، وجمرك مطار حائل، وجمرك مطار الطائف، وجمرك مطار الجوف، وجمرك مطار أبها، إلى جانب زملائهن الجمركيين في مجال التدقيق والتفتيش وفحص الركاب، وذلك بأحدث التجهيزات التقنية المتوفرة في هذه المطارات». وأضاف المجيش أن الموظفة الجمركية أثبتت جدارتها في هذا الموقع، وذلك من خلال سرعة إفساح المسموح ومنع دخول وخروج الممنوع والمقيد واتخاذ الإجراءات اللازمة لها. ولم يكن ذلك بمستغرب على المرأة السعودية، خصوصاً بعد الإعلان التاريخي لرؤية 2030، أن تصنع تاريخاً على أرض الواقع في خلال هذه المدة الزمنية المحددة، إذ إنها في العشر السنوات الماضية، استطاعت أن تضع لها بصمات عدة في المجتمع بما قامت به من جهود ملموسة لتغيير ما رأته مستحقاً للتغيير في محيطها حتى عانقت إنجازاتها العالمية.