اجتاح الإعصار «إرما» كوبا في طريقه إلى فلوريدا حيث أمرت السلطات بإجلاء ملايين السكان بعد مقتل 21 شخصاً في شرق الكاريبي كما تسبب في دمار شديد. واشتد «إرما» ووصل إلى اليابسة في كوبا كإعصار من الفئة الخامسة حيث ألحق أضراراً بمنتجعات سياحية، مما استدعى إخلاءها من السائحين والدلافين. وتحرك الإعصار شمالاً متفادياً غرب كوبا والعاصمة هافانا. ويتوقع أن يصل إلى فلوريدا صباح اليوم الأحد، مسبباً دماراً نتيجة الرياح والسيول في رابع أكبر ولاية أميركية في عدد السكان. واقترب «إرما» من الولاياتالمتحدة بعد أسبوعين من الإعصار «هارفي» الذي اجتاح تكساس وأودى بحياة حوالى 60 شخصاً وسبب أضراراً تقدر قيمتها بما يصل إلى 180 بليون دولار في تكساس ولويزيانا. وقام سكان فلوريدا بتدعيم منازلهم ومتاجرهم بالألواح الخشبية وأكياس الرمل قبل الانضمام الى الأعداد الهائلة من الناس المغادرين الولاية استعداداً لوصول الإعصار. ويقترب الإعصار من فلوريدا محملاً بعواصف بسرعة 260 كلم بالساعة، كما أفاد مركز الأعاصير الوطني الذي أضاف أن عين الإعصار تبعد نحو 480 كلم جنوب-جنوب شرقي ميامي. ووجه مسؤولو الإغاثة أوامر بالإخلاء الإلزامي ل5.6 مليون من سكان فلوريدا مع اقتراب الإعصار. وحذر حاكم الولاية ريك سكوت من أن «ارما» ربما يكون أعنف من الإعصار اندرو الذي أودى بحياة 65 شخصاً في 1992، منبهاً سكان الولاية وعددهم 20.6 مليون نسمة الى أن يكونوا على استعداد للإخلاء. وقال الحاكم لشبكة «سي ان ان» التلفزيونية: «على الناس أن يفهموا، إذا كنت في منطقة إخلاء يتعين أن تكون حذراً، عليك المغادرة فوراً». وأضاف: «هذه عاصفة عنيفة أكبر من ولايتنا». الى ذلك، أعلن المركز الوطني الأميركي للأعاصير أن الإعصار كاتيا وصل إلى اليابسة قرب منتجع تيكولوتلا الساحلي في ولاية فيراكروز المكسيكية على ساحل خليج المكسيك. وفقد الإعصار بعضاً من قوته عندما وصل إلى اليابسة على بعد 185 كيلومتراً شمال غرب مدينة فيراكروز الساحلية، ليصبح عاصفة من الفئة الأولى محملاً برياح سرعتها 120 كيلومتراً في الساعة. وتوقع المركز الوطني الأميركي للأعاصير الجمعة أن تضعف العاصفة في شكل سريع خلال 24 ساعة. والفئة الأولى هي أقل فئات الأعاصير وفق تقييم المركز في حين أن الفئة الخامسة هي الأقوى والعواصف من الفئة الثالثة يجرى تعريفها على أنها أعاصير قوية. وتتعافى المكسيك من زلزال قوي وقع مساء الخميس وكان أقوى زلزال يهز البلاد منذ أكثر من 80 سنة وقتل 61 شخصاً على الأقل. وهناك الآن ثلاثة أعاصير في الأطلسي، أحدها الإعصار «إرما» وهو واحد من أقوى العواصف في المحيط الأطلسي، والإعصار الثاني هو هوزيه الذي يكتسب قوة ويقترب من إعصار من الفئة الخامسة وأصبح على بعد 700 كيلومتر جنوب شرقي جزر ليوارد الشمالية. كما أن هناك العاصفة «كاتيا» التي قال مسؤولو ولاية فيراكروز إنها قد تسبب انهيارات أرضية وفيضانات وحضوا المقيمين أسفل التلال والمنحدرات على الاستعداد لإخلاء الموقع. وقال لويس فيليبي بوينتي رئيس خدمات الطوارئ الوطنية في المكسيك إن العاصفة «كاتيا» لها «سمات مثيرة للقلق»، لأنها تتحرك ببطء شديد وقد تسقط أمطار غزيرة على مناطق تشبعت بالمياه بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة.