دبي - رويترز- اقتربت أسواق العملة السعودية أمس من أدنى مستوياتها في عامين مجدداً بعدما تأثرت بالاحتجاجات في مصر، وذلك مع تحوّط المستثمرين لتغطية تعرضهم للمملكة بعد امتداد الاضطرابات إلى عُمان، فيما عزا محلل مالي سعودي انخفاض الريال إلى ارتباطه بالدولار، مشيراً إلى أن هناك عملات مرتبطة بالدولار انخفضت أكثر من الريال السعودي مثل الدينار البحريني. وقال مدير تداول العملات للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى «ستاندرد تشارترد» في دبي ليندون لوس: «الأمر بأكمله مدفوع بما يحدث في ليبيا وما يجري في المنطقة. بامتداد المنحنى المنطقة بأسرها عند نقطة أعلى حالياً». وأضاف: «لم يفلت الزمام حقاً. لم نلحظ سوى بعض عمليات الشراء لعقود خيارية، ورأينا بعض الناس يتحوّطون، وهو ما دفع العقود الآجلة للارتفاع». وارتفعت عقود الريال السعودي لأجل عام إلى 50 نقطة أمس، من 30 -40 نقطة في إغلاق الجمعة، لكنها ما زالت أقل من مستوى 70 نقطة الذي سجلته خلال الاحتجاجات في مصر أواخر كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو الأعلى منذ يناير 2009. وتنطوي زيادة عدد النقاط المحسوب في السعر الآجل على تراجع نسبي للريال على مدى الفترة. ويشير مستوى أمس المرتفع من -83 نقطة لعقد الشراء قبيل الاضطرابات في مصر إلى تراجع نسبته 0.1 في المئة في العملة السعودية على مدى العام المقبل. وتربط السعودية سعر عملتها عند 3.75 ريال للدولار الأميركي. وذكر متعامل مقيم في دبي: «الشيء الرئيسي المؤثر (في السوق) حالياً هو الأنباء القادمة من عُمان». وقال متعاملون إن العقود الآجلة للريال العُماني متداولة عند حوالى -10 نقاط أمس ارتفاعاً من -70 قبل بدء الاضطرابات، وهو ما ينبئ حتى الآن بارتفاع طفيف للعملة على مدى ال12 شهراً المقبلة. كما عانت الأسهم الخليجية، إذ تراجعت السوق السعودية إلى مستوى منخفض جديد في تسعة أشهر أمس، وارتفعت أيضاً في الأسابيع الأخيرة تكاليف التأمين على الديون في أنحاء أكبر منطقة مصدّرة للنفط في العالم. لكن متعاملين قالوا إن من المستبعد أن ترتفع العقود الآجلة للعملات الخليجية أكثر من ذلك في المدى القصير لوجود مقاومة عند المستويات الحالية، بشرط عدم تفاقم الوضع السياسي الإقليمي. من ناحيته، أرجع المحلل المالي الدكتور علي الدقاق انخفاض الريال السعودي إلى ارتباطه بالدولار، وقال إن هناك عملات مرتبطة بالدولار انخفضت أكثر من الريال السعودي مثل الدينار البحريني، وهناك عملات تراجعت بشكل أكبر أو أقل من الريال السعودي. وأضاف الدقاق ل «الحياة»: «الانخفاض في الريال لا يعتبر خللاً، وهو مرتبط بالأحداث الاقتصادية أو السياسية، وخلال احتلال العراق للكويت كان الجميع خارج الخليج يرفض التعامل بالريال السعودي، بحجة أنه عملة السعودية والكويت معاً، وبالتالي هي تأثرت بأحداث الكويت. وأكد أن القادمين للسعودية مستفيدون من انخفاض الريال السعودي من ناحية الشراء بقيمة أقل، وصاحب انخفاض الدولار ارتفاع في اليورو، كما أن ارتفاع أسعار النفط أسهم في انخفاض قيمة الدولار، والسعودية تستورد أكثر من 75 في المئة من وارداتها من دول مثل اليابان وبريطانيا والصين وغيرها، وهي دول تتعامل بعملاتها، ما يؤدي إلى خسائر في التحويل من الريال إلى الدولار وإلى العملات الأخرى. وشدد الدقاق على أن الاقتصاد السعودي حصلت له خسائر أكثر من الاقتصاد الأميركي من ناحية الانخفاض في صرف الدولار.