طالبت إمارة منطقة مكةالمكرمة ممثلة في لجنة توظيف الأموال «المصفين» المعينين لتصفية المساهمات العقارية في المنطقة بإفادتها عاجلاً بأسباب تأخر تصفيتها حتى الآن. وكشفت مصادر ل «الحياة» طلب الإمارة من جميع المصفين المعينين من وزارة التجارة لتصفية جميع المساهمات العقارية في منطقة مكةالمكرمة إيضاح الأسباب التي أدت إلى تعثر أعمال تصفيتها خلال الفترة الماضية، مبينة أن عدداً من المصفين سجلوا ملاحظات عدة كانت سبباً في عدم إجراء التصفية إلى هذا الوقت. وجاءت مطالبات إمارة مكة ب«الإيضاحات» في أعقاب تعثر تصفية عدد من المساهمات أبرزها مساهمة «مخطط البشرى» التي فتحت قبل أعوام على أرض «خام مشاع» غير مطورة واستقطبت أكثر من 1500 مساهم، إذ يقع المخطط المرفوعة بشأنه دعوى قضائية في أهم المواقع في العاصمة المقدسة بالقرب من الحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة. وشهدت قضية «مساهمة البشرى» تطورات متلاحقة، إذ سبق أن أبلغت أمانة العاصمة المقدسة وزارة التجارة بعدم إمكان فرز مساحة «المخطط» في مكةالمكرمة بعد مخاطبات جرت بين «التجارة» و«الشؤون البلدية» لتسهيل تصفيته وإعادة أموال مساهميه، وأوضحت حينها مصادر ل «الحياة» أن عدم فرز المساحة كان من أبرز المشكلات التي تواجه تصفية المساهمة وإعادة أموال المساهمين، إضافة إلى أنه تم الإعلان عن المساهمة من أشخاص لا يمتلكون المخطط، خصوصاً أن «صك الأرض» باسم و«المساهمة» باسم آخر. يذكر أن وزارة التجارة والصناعة قررت تصفية مساهمة مخطط البشرى التي جمعت خلالها أكثر من 132 مليون ريال من أكثر من 1500 مساهم. وكانت وزارة التجارة وضعت يدها على جروح آلاف المساهمين ممن وقعوا ضحايا للمساهمات العقارية في السعودية التي وصلت إلى أكثر من 60 مساهمة لمعالجتها، وقررت تصفية العشرات منها من خلال تعيين مصفين قانونيين. وتضمنت قرارات «التجارة» الخاصة بتصفية عدد من المساهمات العقارية تصفية مساهمات في محافظة جدة، وأخرى في كل من الرياض وعرعر، من ضمنها مساهمات مخطط «ظلال جدة» المتعلقة بالمستثمر عبدالله السويداني وتسع مساهمات أخرى بينها «كنوز جدة» ومساهمات «البشرى» ومساهمات «أرض شمال جدة». وفي الوقت الذي أسندت فيه وزارة التجارة تصفية هذه المساهمات إلى مكاتب قانونية وتفريغ محاسبين قانونيين لإنهائها، رفض مساهمون قرارات الوزارة بشأن تصفية بعض المساهمات، مرجعين ذلك إلى أن القائمين عليها تمكّنوا من الهرب إلى خارج السعودية، ولا يملكون أي شيء من هذه المساهمات. و قال أحد المتضررين في مساهمة «السويداني» عبيد الجهني: «لن تقدم تصفية المساهمة شيئاً للمساهمين كون صاحب المساهمة خارج السعودية، إضافة إلى أن المخطط الذي قامت عليه المساهمة (ظلال جدة) تم بيعه بالكامل ولم يتبق منه سوى 20 قطعة». وتساءل عن فوائد مثل هذه التصفية العقارية لأملاك تم بيعها من صاحب المساهمة، مطالباً بوضع آلية جديدة تضمن إعادة حقوق المساهمين المتضررين من هذه المساهمات، مشيراً إلى أن قرارات وزارة التجارة بتصفية عدد من المساهمات إيجابية، لكنها لن تقدم الشيء المطلوب لما وصفهم ب«الضحايا».