شهدت ساعات الليلة الفائتة عمليات قصف جوي متواصلة، إذ استهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية بمزيد من الغارات مناطق سيطرة تنظيم «داعش» ومناطق تواجده في محيط مدينة دير الزور، وعلى الطريق الواصل بين مدينتي دير الزور والسخنة. وتزامنت الغارات مع اشتباكات بين القوات النظامية والمسلحين الموالين لها وبين عناصر تنظيم «داعش»على محاور في محيط الشولا، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على البلدة، والتقدم أكثر نحو المدخل الغربي لمدينة دير الزور. وشن التنظيم هجوماً على منطقة دوار البانوراما، ضمن محاولة منه لتحقيق تقدم على حساب القوات النظامية، وتبادل الجانبان قصفاً مكثفاً على محاور القتال ومناطق وجود التنظيم، وسط معلومات عن خسائر بشرية مؤكدة في صفوف الطرفين نتيجة التفجيرات والقصف والاشتباكات والغارات المكثفة. وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» نشر أول من أمس، أن الثغرة التي فتحتها القوات النظامية للوصول إلى اللواء 137، اقيمت مروراً بحقل الألغام الذي زرعه تنظيم «داعش» في وقت سابق بمحيط اللواء 137، حيث لا يتجاوز عرض الممر 10 أمتار، بينما لا يزال القتال مستمراً بين الجانبين على محاور في محيط قرية الشولا على طريق السخنة– دير الزور، في محاولة من القوات النظامية للسيطرة على تلال ومواقع في محيط القرية وأطرافها. وتحصل الاشتباكات بالتوازي مع قصف مكثف من القوات النظامية والطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية على محاور القتال. وكانت قافلة مساعدات إنسانية تضم عشرات الشاحنات قد تمكنت من الوصول إلى اللواء 137 في أطراف مدينة دير الزور، بعد توسيع القوات النظامية نطاق الثغرة الموصلة إلى موقع اللواء إثر معارك خاضتها ضد عناصر «داعش» على محاور في محيط اللواء. ومن المرتقب أن يدخل مزيد من الشاحنات خلال الفترة المقبلة، مع استمرار القوات النظامية في تفكيك الألغام وتوسيع الثغرة، وسط محاولات متلاحقة من قبل التنظيم لسد الممر ومعاودة فرض حصارها على اللواء 137 المتصل مع الكتلة المحاصرة في القسم الشمالي الغربي من مدينة دير الزور. ويستمر القتال بين القوات النظامية و»داعش» في هذه الأثناء على الطريق الواصل بين السخنة ودير الزور. وأفاد «المرصد السوري» بأن القتال يتركز في محيطي منطقة الشولا وطريق السخنة– تدمر، وسط عشرات الضربات الجوية منذ فجر أول من أمس، فيما تعمد القوات النظامية إلى توسيع نطاق سيطرتها في محيط الطريق لتأمينه في شكل كامل ضد الهجمات المعاكسة التي ينفذها التنظيم في المنطقة. وتمكنت القوات النظامية من تقليص المسافة بينها وبين منطقة دوار البانوراما إلى نحو 25 كلم، بعد أن كان التنظيم تمكن من إبعادها وإرجاعها إلى منطقة كباجب التي سيطرت عليها القوات النظامية خلال الأيام الفائتة. إدلب وريف حماة إلى ذلك، سمع دوي انفجار عنيف بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، قرب كازية الفلاحين في مدينة إدلب، ولم ترد معلومات عن ظروف الانفجار وطبيعته حتى اللحظة. ونفذت الطائرات الحربية مزيداً من الغارات على المناطق التي لا تزال تحت سيطرة تنظيم «داعش» في ريف حماة الشرقي، ترافقت مع قصف القوات النظامية المناطق ذاتها، وسط معارك كر وفر بينها وبين عناصر «داعش» في محور عقيربات بالريف الشرقي لحماة. وقصفت القوات النظامية بعد منتصف ليل الخميس – الجمعة، مناطق في قرية الزارة بريف حماة الجنوبي، ما أدى إلى أضرار مادية.