عبرت حركة «النهضة» الاسلامية في تونس عن دعمها التعديلات الحكومية التي أعلن عنها رئيس الوزراء يوسف الشاهد قبل يومين، في الوقت الذي أعلنت رفضها مطالب أحزاب في المعارضة والموالاة بتأجيل الانتخابات البلدية والمحلية المزمع إجراؤها خلال هذا العام. وأفادت «النهضة» في بيان، أن «مواصفات الحكومة المطلوبة لهذه المرحلة وهي الوحدة الوطنية والنجاعة والكفاءة ونظافة اليد والقدرة على الإنجاز ووضوح الرؤية والبرنامج»، مجددة تمسكها بمسار التوافق السياسي بينها وبين حليفها في الحكم، حزب «نداء تونس» العلماني. وكان رئيس الوزراء يوسف الشاهد قدم فريقه الوزاري الجديد ظهر الأربعاء بعد اسبوعين من المشاورات مع الأطراف السياسي، وشملت التغييرات الحكومية وزارات سيادة كالدفاع والداخلية بالإضافة الى الصحة والمالية والاستثمار والصناعة والنقل والتربية والطاقة. ودعا راشد الغنوشي، في تصريح صحافي اعقب اجتماعه بكتلة «النهضة» في البرلمان، الى منح الثقة للوزراء الجدد في حكومة الائتلاف الوطني التي تضم احزاب «النهضة» و «نداء تونس» و «آفاق تونس» و «الجمهوري» و «المسار» وعدد من المستقلين ووزراء من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وحافظت حركة «النهضة» الاسلامية على حصتها المتمثّلة بثلاث حقائب وزارية (ووزارتي دولة) هامة، نظراً الى طابعها الاقتصادي، اذ اصبح أمينها العام زياد العذاري وزيراً للتنمية والاستثمار بعد إبعاده من وزارة التجارة وتولي وزير العمل عماد الحمامي وزارة الصناعة في مقابل إبقاء انور معروف على رأس وزارة تكنولوجيات الاتصال. ومن المتوقع ان يحظى الفريق الحكومي الجديد بتزكية غالبية مطلقة من النواب في جلسة منح الثقة المقررة الإثنين المقبل، اذ يحتل «نداء تونس» و «النهضة» اكثر من 130 مقعداً في حين يحتاج يوسف الشاهد الى ثقة 109 نواب. وتعهد الشاهد، في كلمة له اثناء تقديمه الوزراء الجدد الاربعاء، ب «حرب على الفساد ومكافحة تفشي البطالة وإنقاذ الاقتصاد والمالية»، مشيراً الى انه سيعرض على البرلمان خطة لدفع الاقتصاد وتسريع نسق الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتقديم امتيازات للمستثمرين. في غضون ذلك، جددت حركة «النهضة» دعمها مسار التوافق الوطني مع حزب «نداء تونس» وتمسكها بمقوماته داعية الأطراف السياسية الى الالتفاف حوله، وذلك رداً على تصريح للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي اعتبره مراقبون «ندماً» على تحالفه مع الاسلاميين عقب الانتخابات الماضية منذ ثلاث سنوات. وكان الرئيس التونسي قال في حوار نشرته جريدة «الصحافة» الحكومية، إن «النهضة قبلت التحالف لكن ليس بشروطها مع أمل جلبها الى خانة المدنية ولكن يبدو أننا اخطأنا التقييم»، موضحاً ان التحالف مع النهضة أملته نتائج الانتخابات التي لم تمنح الأغلبية المطلقة لحزبه «نداء تونس». وثمنت حركة «النهضة» في هذا السياق «حرص رئيس الجمهورية على تحقيق المصالحة الشاملة وترسيخ الوحدة الوطنية بين التونسيين» بحسب نص البيان الذي يُعتبر تنازلاً من «النهضة» للسبسي على رغم تصريحاته غير المسبوقة في حق حلفائه في الحكم. وفِي الانتخابات البرلمانية الماضية، حلت حركة «النهضة» الاسلامية في المركز الثاني ب69 نائباً (من أصل 217) فيما حل حزب الرئيس السبسي في المركز الاول، لكن «نداء تونس» فقد غالبيته النيابية لفائدة حلفائه الاسلاميين بعد انشقاق العشرات من نوابه وقياداته البارزة.