تحركت واشنطن لعزل النظام الليبي من خلال إعلان تجميد أصول وممتلكات العقيد معمر القذافي وأربعة من أبنائه وأركان نظامه، بعدما أعلنت إغلاق سفارتها في طرابلس، لكن من دون قطع العلاقات. وفي بيان رئاسي، طلب الرئيس باراك أوباما تجميد الأصول وممتلكات القذافي وأربعة من أبنائه هم سيف الإسلام وهنيبعل ومعتصم وخميس في الولاياتالمتحدة، هي تتخطى 32 بليون دولار، بحسب برقية ديبلوماسية أميركية كان موقع «ويكيليكس» سربها. ويمنع الإجراء أي عمليات نقل أو تحويل أو سحب للأموال، كما يمنع المصارف الأميركية من إجراء تعاملات خارجية ترتبط بهذه الأسماء. ونقل البيان عن أوباما أن «نظام القذافي انتهك المعايير الدولية وأبسط القواعد الأخلاقية ويجب محاسبته»، مشيراً إلى أن «هذه العقوبات تستهدف بالتالي نظام القذافي، إلا أنها تحمي الأصول العائدة للشعب الليبي» من خلال إعادة المال إلى ليبيا بعد خروج القذافي الذي رأت واشنطن أن شرعيته «وصلت إلى الصفر» في الشارع الليبي. وأكد أن «انتهاك القذافي المستمر لحقوق الإنسان والقسوة ضد شعبه والتهديدات الوحشية من جانب الحكومة الليبية، تستحق إدانة قوية وعريضة من المجتمع الدولي. وسنقف بحزم إلى جانب الشعب الليبي في مطالبته بالحصول على الحقوق المعترف بها دولياً وعلى حكومة تلبي تطلعاته». وأكد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه أن هذه العقوبات ترمي إلى تشجيع أعضاء الحكومة الليبية على إعلان انشقاقهم عن القذافي. ويشير أوباما في المرسوم إلى وجود «خطر جدي» بأن يتم اختلاس الأصول العائدة للدولة من جانب القذافي وأعضاء من حكومته وعائلته. وعلى رغم استبعاد مراقبين أن يكون للعقوبات تأثير كبير على مصير القذافي، كون هذا النوع من الإجراءات لم ينجح في السابق في إسقاط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، فإن تأثيرها سيلقى أصداء داخل النظام. وأبدت جهات أميركية استخباراتية تفاؤلاً حذراً بتضاؤل نفوذ القذافي. وقالت لمحطة «سي أن أن» إنه «إذا صحت المعلومات الآتية من طرابلس، فأمام نظام القذافي أيام معدودة ستشهد ارتفاعاً في موجة العنف». ولفتت إلى أن «قدرته العسكرية لا تتخطى خمسة آلاف جندي، أما المرتزقة فلن يستمروا في المحاربة معه من دون تلقيهم المال». وأوضحت أن «شخصيات في النظام الليبي أبلغت واشنطن بأن القذافي أفرج عن أكثر من 100 سجين متطرف لتنفيذ عمليات ضد الأجانب في ليبيا، في محاولة لإقناع الغرب بالوقوف معه في وجه خطر القاعدة». غير أن لهجة الإدارة الأميركية عكست وضوحاً تاماً لجهة الابتعاد عن النظام واتخاذ الخطوات المتاحة دولياً وانفرادياً لعزله وتسريع خروجه. وتعرضت إدارة أوباما إلى انتقادات بسبب ردها المتحفظ نسبياً حتى الآن على الوضع في ليبيا. لكن مسؤولين أميركيين قالوا إن المخاوف على سلامة مواطنيهم خففت من رد واشنطن التي أعلنت العقوبات بعدما غادرت عبارة وطائرة مستأجرتين تحملان أميركيين تم إجلاؤهم من ليبيا الجمعة.