توعد متظاهرون من جنسيات أوروبية مختلفة برفع قضايا أمام المحاكم الإسبانية والمحكمة الجنائية الدولية، على خلفية كشف السلطات الإسبانية عن تورط أحد أئمة المساجد في إسبانيا (مدعوم من قطر) في حادثة الدهس الإرهابية التي شهدتها ساحة لاس رامبلاس الشهيرة بمدينة برشلونة الإسبانية في ال17 من آب (أغسطس) الماضي، وراح ضحيتها عشرات من المواطنين الإسبان والسائحين من جنسيات مختلفة جراءها. وشهدت ساحة لاس رامبلاس في برشلونة أمس (الإثنين) مظاهرات حاشدة ضمت مئات من مواطني إسبانيا وفرنسا وايطاليا والبرتغال وألمانيا وبلجيكا وهولندا وبريطانيا، احتجاجاً على ما وصفوه ب«الإرهاب القطري»، مؤكدين أن حادثة الدهس الإرهابية، التي شهدها الميدان تقف وراءها السلطات القطرية، ومرددين هتافات تطالب بمحاكمتها وعدم التستر عليها بداعي المحافظة على الاستثمارات القطرية في دول أوروبا. وحمل المتظاهرون صوراً لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، ووالده حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء قطر وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم آل ثاني، إضافة إلى لافتات كتبت بلغات إسبانية وإنكليزية وفرنسية تدعو سلطات الدوحة إلى «وقف إرهابها»، معبرين من خلالها عن رفضهم تورط السلطات القطرية في قتل مزيد من الأبرياء في العالم. وأوضحت وكالة أنباء الإمارات في خبر أمس بعنوان: «برشلونة تنتفض ضد إرهاب قطر بمظاهرة أوروبية حاشدة» أن «حركة إسبان ضد الإرهاب نظمت مظاهرة حاشدة بمشاركة مئات من المواطنين الإسبان والفرنسيين والإيطاليين والبرتغاليين والألمان، وآخرين من بلجيكا وهولندا وبريطانيا، في موقع الحادثة الإرهابية بميدان كتالونيا، الذي ارتكبته جماعة إرهابية يتهمها المتظاهرون بأن إماماً متطرفاً تابعاً لدولة قطر يقودها، والذي لقي حتفه أثناء مطاردة الشرطة الإسبانية لعناصر تلك الجماعة». وأضافت أن «المتظاهرين نددوا بإصرار قطر على دعم وتمويل الإرهاب، وأعربوا عن استنكارهم للدور الذي لعبه أميرها في نشر الإرهاب في إسبانيا وأوروبا»، مشيرة إلى أن المتظاهرين أعلنوا «مسؤولية النظام القطري عن حادثة الدهس الغادر الذي راح ضحيته مئات الضحايا بين قتيل وجريح». ونقلت الوكالة عن المتحدث باسم حركه «إسبان ضد الإرهاب» دييو كارلوس، تأكيده «أهميه الدور الذي لعبته السلطات الإسبانية في سرعه الكشف عن ملابسات حادثة برشلونة، وكشف الدور المشبوه الذي تلعبه قطر في دعم وتمويل الجماعة الإرهابية التي ارتكبت ذلك العمل الإرهابي، وإجهاض أجهزة الأمن الإسبانية لسلسلة من الهجمات الإرهابية، التي كادت تضرب مناطق عدة داخل إسبانيا». وتوعد المتظاهرون ب«ملاحقة قادة النظام القطري وتقديمهم لمحاكمة جنائية داخل إسبانيا وأمام المحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، وطالبوا الحكومة الإسبانية وقادة دول أوروبا بسرعة قطع علاقاتهم الرسمية مع النظام القطري وعدم التستر على إرهاب قطر، بدعاوى الحفاظ على الاستثمارات القطرية». وتناقلت وكالات الأنباء أمس بياناً لحركة «إسبان ضد الإرهاب» نددت فيه باستمرار قطر في دعم وتمويل الإرهاب، معربة - بحسب البيان - عن استنكارهم للدور الذي لعبه حاكم قطر في نشر الإرهاب في إسبانيا وأوروبا. وأوضحت مصادر إعلامية أمس أن وفداً من الدبلوماسية العربية شارك في حفلة تأبين لضحايا حادثة الدهش في ميدان كتالونيا أمس. ونقلت المصادر عن مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير أحمد خطاب، قوله إنه «شارك في المظاهرات أمس للتعبير عن تضامن الشارع العربي مع مطالب المتظاهرين». وقال خطاب - بحسب المصادر - إنه «نقل تعازي الشعب المصري إلى الشعب الإسباني، كما زار وفد من الدبلوماسية المصرية والعربية عدداً من مستشفيات برشلونة، لزياره مصابي الحادثة والتضامن معهم». ونقلت المصادر تأكيد عضو الكويت في وفد الدبلوماسية العربية على بن مالك «ضرورة وضع حد لتجاوزات قطر ضد عدد من الدول ودعمها تنظيم داعش والجماعات الإرهابية المتطرفة». وكانت الشرطة الإسبانية أعلنت في ال18 من آب (أغسطس) الماضي مقتل المشتبه به الرئيس في تنفيذ هجوم برشلونة الإرهابي يونس أبي يعقوب (22 عاماً) برصاص الأمن. وأوضحت الشرطة أن «رجال الأمن أطلقوا النار على أبي يعقوب (مغربي الجنسية)، الذي كان يرتدي حزاماً ناسفاً مزيفاً بالقرب من (سوبيراتس) على بعد 10 كيلومترات غرب برشلونة، بعد أن حذرتهم امرأة من وجود رجل مشبوه».