قالت «قوات شرق ليبيا» إنها نفذت ضربات جوية ضد مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، بعدما توغل المتشددون إلى الجنوب والشرق من مدينة سرت معقلهم الساحلي السابق. وقال مسؤولون ليبيون إن التنظيم أصبح أكثر جرأة في الأسابيع القليلة الماضية، إذ أقام نقاط تفتيش موقتة وهاجم قوات محلية واستولى على مساجد القرى. وأثار هذا النشاط المتزايد القلق من احتمال أن يعيد «داعش» تنظيم صفوفه حول سرت التي أجبرته قوات محلية وحملة قصف جوي أميركية على الانسحاب منها في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقتل معظم المتشددين في القتال الذي استمر حوالى سبعة شهور، لكن عدداً غير معلوم فر إلى الصحراء. وتقع سرت في وسط ساحل ليبيا المطل على البحر المتوسط عند الخط الفاصل بين مناطق تسيطر عليها فصائل ليبية متناحرة. وقالت القوات الموالية لخليفة حفتر القائد العسكري الذي يتخذ من شرق ليبيا قاعدة له، إنها نفذت ضربات جوية أمس (الأحد) استهدفت متشددين في منطقة عين تاقرفت الواقعة بين سرت وبلدة ودان على بعد 230 كيلومتراً إلى الجنوب. وقال «الجيش الوطني الليبي» بقيادة حفتر وقوات من مدينة مصراتة الساحلية التي قادت الحملة في سرت في العام الماضي، إنهم ينفذون دوريات لمراقبة تحركات «داعش» في المنطقة. وكان «الجيش الوطني الليبي» و«كتائب مصراتة» على طرفي النقيض في صراع اندلع بعد الانتفاضة التي دعمها «حلف شمال الأطلسي» وأطاحت بمعمر القذافي العام 2011. واستغل «داعش» حال الفوضى ليجد موطئ قدم له في ليبيا، وسيطر على سرت بالكامل في العام 2015 واتخذ منها قاعدة لمئات المقاتلين الأجانب. وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الذي يزور ليبيا اليوم، التزام فرنسا بتسوية النزاع في البلاد. وقال لودريان في تصريح صحافي في طرابلس «هذا مؤشر على التزام فرنسا والرئيس ماكرون بإرادة حل هذه الازمة». وهذه الزيارة الأولى لوزير الخارجية الفرنسي إلى ليبيا بعد مبادرة لقاء سان كلو قرب باريس حيث عقد لقاء بين رئيس حكومة «الوفاق الوطني» الهشة المعترف بها دولياً فائز السراج وحفتر. وكان السراج التقى حفتر نهاية تموز (يوليو) الماضي قرب باريس ووافقا، من دون توقيع، على خريطة طريق في شأن وقف إطلاق نار وتنظيم انتخابات في العام 2018. وأضاف لودريان «إن هدفنا بالتأكيد استقرار ليبيا في صالح الليبيين أنفسهم، لكن أيضاً لما فيه مصلحة البلدان المجاورة التي نحن جزء منها بشكل ما». واعتبر أن استقرار ليبيا «يمر عبر تطبيق إعلان لقاء سان كلو الذي نص أساساً على تعديل اتفاق الصخيرات» الموقع بين الأطراف الليبيين برعاية الأممالمتحدة نهاية العام 2015، وتنظيم انتخابات. وتابع أن الهدف «هو ليبيا موحدة مع مؤسسات فاعلة»، ما يمثل «شرطاً لتفادي التهديد الإرهابي بشكل مستدام وإتاحة المصالحة». وقال الوزير الفرنسي إن «هذه الرؤية مستوحاة تماماً من مسار بداه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة» غسان سلامة «بتناغم شامل بين رغبة الأممالمتحدة (..) والسيد سلامة والتعهدات المتخذة في سان كلو». وبعد طرابلس، أعلن لودريان أنه سيزور مصراتة ثم بنغازي وطبرق شرق ليبيا. وكان وزيرا خارجية ألمانيا سيغمار غابريل وبريطانيا بوريس جونسون، زارا ليبيا الصيف الماضي.