غداً، ينهي المتبارون الخمسة هذا الماراثون الذي لم تشهده أعين البشرية من قبل. المعلوم أن سباق الماراثون يجرى تكريماً للجندي اليوناني الذي ركض 42.195 كيلومتر كي يبلغ عن انتصار جيشه، ثم فاضت روحه من فرط ما أجهد اللحم والعظم والأعصاب في جسده. لكن هذا السباق يخاض بخمسة متسابقين يجرون بأرجل حديد... حرفياً، بل يسير اثنان منهم على الأقدام، وينزلق الباقون على قدمين مزودتين بعجلات، وتزوّد بطاريات خاصة هذه الروبوتات بالطاقة. ومع نهاية شباط (فبراير) الجاري، يتوقع أن تشهد مدينة «أوساكا» في غرب اليابان منح ميدالية ذهبية للفائز بالماراثون الأول للروبوت. ويقتضي الأمر من هؤلاء «العدائين» الذين لا تتجاوز قامة أطولهم 40 سنتيمتراً، أن ينجزوا قرابة 422 لفة على مضمار في قاعة مقفلة يبلغ طوله 100 متر. ونظّمت السباق شركة «في ستون» Vstone اليابانية، وسمّته «روبو مارا فول» Robo Mara Full. والأرجح أن يسجل العام 2011 بحجر أبيض في مسار تطوّر الروبوت، بفضل هذه المسابقة. ليس غريباً أن تحقق اليابان سبقاً تاريخياً باستضافتها هذا الماراثون، لأنها الدولة الأكثر اهتماماً بالروبوتات وتطوّرها. وهي تبدي ميلاً خاصاً للروبوتات التي تصنع لأهداف عملانية، مثل الأنواع التي تقدر على العمل في المستشفى والمطعم أو صالة الاستقبال والمدرسة وغيرها. أي غاية عملانية في صنع روبوت للماراثون، عدا التطوّر علمياً بالطبع؟ هل تصبح هذه المسابقة دولية؟ هل تغدو مختلطة، بمعنى أن تتبارى فيها أجساد البشر مع تلك التي صنعتها أيديهم وعقولهم؟ يذكر الأمر بمسابقة كرة قدم للروبوت «روبوكاب» Robocup التي انطلقت منذ عقد تقريباً، والتي تُضمِر التحوّل إلى مسابقة مختلطة، إذ يتوعّد المشرفون عليها بصنع لاعبي كرة قدم آليين لا تستطيع فرق البشر منافستها، بحلول العام 2050!