أقيمت مساء الأربعاء الماضي أمسية أدبية فنية نظمها مقهى هافانا الثقافي في مكةالمكرمة خاصة بتأبين الشاعر الراحل محمد الثبيتي يرحمه الله. وقام «مقهى الباحة الثقافي» التابع لجمعية الثقافة والفنون في الباحة بإعداد وتقديم فقرات الأمسية. بدأت الأمسية بتقديم مقتضب من مدير الأمسية محمد آل ناجم، ثم ألقى مدير جمعية الثقافة والفنون في الباحة الشاعر عبدالله البيضاني كلمة شكر وترحيب، ضمنها قصيدة شعرية بطريقة العرضة الجنوبية، احتفاء بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن. وقدم الدكتور علي الرباعي ورقة عمل حول تجربة الشاعر الكبير محمد الثبيتي، وعبر عن حزنه العميق بعد رحيل الثبيتي، معللاً ذلك بأن رحيل الشاعر - الرمز أحدث فراغاً كبيراً. وكأن الرباعي على حد قوله في هذه الأمسية «ينفخ الروح بهذيان الكلمات»، متحدثاً عن العلاقة التبادلية التي أقامها الثبيتي مع اللغة، وقدرته الاستثنائية على التقاط اللحظة الشعرية، وهو بذلك يعتبره نموذجاً لاحترامه للغة وإخلاصه للتجربة الشعرية التي كانت محملة بالتأويلات التي تتكئ على بعد فلسفي. وارتجل الكاتب محمد بن ربيع كلمة تحدث فيها عن المقهى الثقافي في الباحة وعن علاقة الباحة وسكانها بالسفر إلى الطائف. بعد ذلك قرأ الدكتور جمعان عبدالكريم الغامدي ورقة نقدية عن الموروث الشعبي في الباحة وعلاقة الشعبي بالفصحى. الشاعر غرم الله الصقاعي تحدث عن تجربة الثبيتي المتفردة وعن أبوته الشعرية، وذكر أنه سبق أن رفض مشاركة الثبيتي في أمسية شعرية بجيزان، معللاً ذلك باحترامه لتجربة الثبيتي العظيمة، ثم ألقى قصيدة «قال لي سيد البيد...»، وكان هناك تناض واضح مع تجربة الثبيتي التي ذكر أنه تشربها روحياً وشعرياً. المنسق الإعلامي بالمقهى خالد قمّاش تداخل مع الدكتور الغامدي حول تعريف الشعر، وذكر أن شعر الشقر الجنوبي الذي يقابله فن الزهيريات في العراق والزجل في بلاد الشام يتقاطع بشكل أو بآخر مع قصائد الفصحى. وفي ختام الأمسية، تم إهداء لوحة تشكيلية تحوي إحدى روائع الثبيتي، قدمت من الفنان التشكيلي عبدالله الدهري لأسرة الثبيتي، تسلمها ابنا الراحل نزار ويوسف اللذان حضرا الأمسية. يذكر أن الأمسية نقلت على الهواء مباشرة عبر شبكة الإنترنت، من خلال موقع المقهى على صفحة الفيس بوك، وتابعها الكثير من المهتمين والمتابعين بالشأن الثقافي.