وصل الرئيس الاميركي باراك اوباما الى المملكة امس في زيارة تستغرق 24 ساعة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في طليعة مستقبليه لدى نزوله من الطائرة الرئاسية في مطار الرياض حيث استعرضا حرس الشرف واستمعا الى النشيدين الوطنيين، قبل ان ينتقلا الى قاعة الشرف، ثم يتوجهان الى مزرعة الملك في الجنادرية حيث عقدا جلسة محادثات مطولة. وسار الموكب الرئاسي داخل اراضي المزرعة محاطاً بفرسان من الحرس الملكي. وفي بداية جلسة المحادثات قلّد خادم الحرمين أوباما قلادة الملك عبدالعزيز التي تمنح لكبار قادة وزعماء دول العالم الصديقة. وأعرب الرئيس الاميركي عن شكره وتقديره للملك عبدالله على منحه القلادة معرباً عن سعادته بهذا التكريم. وأشار إلى أن زيارته هذه أول زيارة للمملكة، لكنه سبق وأجرى جولات عدة من المحادثات مع الملك عبدالله. وقال «أنا استمع دائماً الى الملك وإلى حكمته وإلى كرمه، الولاياتالمتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية لهما تاريخ طويل من الصداقة، والعلاقة التي تربطهما هي علاقة استراتيجية». وأضاف «هذه الجولة التي أبدأها في منطقة الشرق الأوسط هنا في الرياض وغداً (اليوم) في القاهرة، كان من المهم جداً أن أبدأ الزيارة بالمملكة وهي مهد الإسلام. سأستمع إلى نصائح خادم الحرمين الشريفين في العديد من القضايا التي نواجهها سوياً وأريد أن أشكره مرة أخرى على كرمه الشخصي وحسن الضيافة، وأنا واثق أن بالإمكان أن نعمل سوياً، المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية في إحداث تقدم في جميع القضايا التي نواجهها». من جهته أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره للرئيس الاميركي، وقال «أشكر فخامة الرئيس على هذه الزيارة وعلى هذا الإطراء، ولا يستغرب على المملكة العربية السعودية وأميركا لأن أميركا من أصدقاء المملكة العربية السعودية منذ وقت الملك عبدالعزيز وكذلك الرئيس روزفلت. تحياتي للشعب الأميركي الصديق لأنه يمثله شخص يستحق هذا المركز». عقب ذلك جرى بحث مجمل الأوضاع والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين. وكان مقرراً أن يستكمل الزعيمان مباحثاتهما في وقت لاحق حول هذه المواضيع وعدد من المسائل الأخرى التي تهم الجانبين ومنها الأزمة المالية الدولية. حضر جلسة المحادثات من الجانب السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وأمير منطقة الرياض بالإنابة الأمير سطام بن عبدالعزيز ونائب وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبدالعزيز ورئيس الاستخبارات العامة الأمير مقرن بن عبدالعزيز. كما حضرها من الجانب الأميركي مساعد الرئيس ومدير مكتبه رام ايمانويل ومساعد الرئيس ومستشار الأمن القومي جيمس جونز والقائم بالأعمال بسفارة الولاياتالمتحدة لدى المملكة السفير ريتشارد أردمان ومدير شؤون المملكة العربية السعودية في مجلس الأمن القومي بونيت تالوار ورئيس الموظفين ووكيل مساعد الوزير في مجلس الأمن القومي مارك ليبرت ووكيل مساعد الرئيس والمتحدث الرسمي لشؤون الأمن القومي دينيس ماكدونو ومستشار الرئيس ديفيد أكسيلورد. ويأمل اوباما في ان تكون محادثاته مثمرة مع الملك عبدالله الذي كان اساس اطلاق المبادرة العربية للسلام العام 2002 التي تنص خصوصا على انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة منذ 1967 وعلى قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدسالشرقية والتوصل الى حل عادل وتفاوضي لمسألة اللاجئين، في مقابل سلام عربي شامل مع الدولة العبرية. وقال مصدر رسمي سعودي لوكالة «فرانس برس» ان اوباما وفريقه «يأتون الى السعودية وفي جعبتهم الكثير من الصدقية». واضاف: «نحن معهم على الموجة نفسها».