تتوجه جموع حجاج بيت الله الحرام اليوم، ثالث أيام عيد الأضحى المبارك- ثاني أيام التشريق- إلى منشأة الجمرات بمشعر منى لرمي الجمرات الثلاث، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، تأسياً واتباعاً للرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام. واستوعبت منشأة الجمرات ضيوف الرحمن الذين توافدوا تباعاً لرمي الجمرات الثلاث أمس من دون تزاحم يذكر، إذ كانت الوفود ترمي الجمرات بكل يسر، وكان لرجال الأمن المسؤولين عن تنظيم الحشود دور في عملية تيسير حركة ضيوف الرحمن في منشأة الجمرات، إذ خصصت مسارات متعددة وفق خطة محكمة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات بما يضمن إتمام الرمي بسهولة. وأوضح قائد قوات الطوارئ الخاصة اللواء محمد العصيمي، أن قوات الطوارئ في منشأة الجمرات تتولى إدارة حركة الحشود وتنظيم رمي الجمرات في كل الأدوار بالمنشأة، بهدف تحقيق التوازن في سهولة الحركة، مؤكداً قدرة هذه القوات وجاهزيتها لتأدية أعمالها عبر الخبرات المتراكمة التي حققتها في مواسم الحج السابقة. وبين أن عملية الدخول إلى منشأة الجمرات تتم من مختلف الطرق والاتجاهات في مشعر منى ومنها نفق المعيصم وطرق الجوهرة وسوق العرب والشارع الجديد وطريق المشاة المظلل وغرب مكة والششة وشارع الحج والعزيزية وشارع صدقي ومحطة النقل العام ومجر الكبش والحجاج الساكنين في العمائر والقادمين من طريق قطار المشاعر. وأكد أن منشأة الجمرات استقبلت الحجيج للقيام برمي الجمرات من خلال ستة طبقات توافرت بها كل الإمكانات وتدار من قوات الطوارئ الخاصة، منوهاً بما يتوافر في المنشأة من خدمات وإمكانات مادية متطورة من كاميرات مراقبة وغيرها من المكانات المادية إلى جانب العنصر البشري المدرب أفضل تدريب على التعامل مع الحشود وسبل تقديم الخدمات لضيوف الرحمن والسهر على راحتهم. وأفاد بأن العمل بمنشأة الجمرات يدار من خلال مركز للقيادة وللسيطرة زود بأكثر من 500 كاميرا تغطي مشعر منى بالكامل تتم من خلالها عملية المراقبة الأمنية والمتابعة لسير أعمال فرق قوات الطوارئ الخاصة العاملة بالمنشأة وإدارة الحشود وفك الاختناقات التي قد تحدث أثناء عملية دخول الحجيج لرمي الجمرات. وشدد على الدور الإنساني والخدمي الذي يقدمه رجال قوات الطوارئ الخاصة في منشأة الجمرات من زملائهم في مختلف المواقع من أفراد مختلف القوات الأمنية المشاركة في الحج منطلقين في ذلك من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وتوجيهات القيادة وعادات وتقاليد المجتمع السعودي الأصيل، بما ينقل الصورة الصحيحة والمشرفة لأبناء هذا الوطن العزيز وتشرف وفخر الجميع بخدمة حجاج بيت الله الحرام. وبين أن قوات الطوارئ الخاصة بدأت في تنفيذ خططها في منشأة الجمرات منذ وقت مبكر ما أسهم في سهولة حركة المشاة عند رمي الجمرات منذ أول أيام التشريق، وسيتواصل العمل بها حتى نهاية اليوم ال13 من شهر ذي الحجة، وتقديم الخدمات وعمليات الإرشاد والإسعاف وتقديم العون للمرضى وكبار السن والأطفال وغيرها من الخدمات الأخرى التي يسعد أفراد قوات الطوارئ الخاصة بتقديمها خلال موسم الحج. حققت شركة المياه الوطنية للمرة الأولى كمية قياسية في المياه الموزعة على مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة الجاري بلغت 890 ألف متر مكعب، بزيادة عن العام الماضي بلغت 23 في المئة، فيما بلغت كميات المياه المستهلكة يوم الوقوف بمشعر عرفات 331 ألف متر مكعب بزيادة خمسة في المئة عن العام الماضي. إلى ذلك، أجريت أكثر من 79.1 مليون مكالمة ناجحة محلياً ودولياً عبر مزودي خدمة الاتصالات، في المشاعر المقدسة منذ بداية شهر ذي الحجة الجاري وحتى أول أيام عيد الأضحى. وأوضحت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في إحصاء لحج هذا العام، أن حجم استهلاك البيانات حتى اليوم وصل إلى أكثر من 188 تيرابايت. وبينت أن عدد المشتركين بشرائح محلية وأجنبية بلغ 10,3 مليون مشترك، فيما بلغت نسبة زيادة الحركة الصوتية في المشاعر المقدسة 51 في المئة، مشيرة إلى زيادة بلغت 30 في المئة في عدد المشتركين والمتجولين. وفي شأن آخر، أكملت الخطوط السعودية جاهزيتها لبدء خطتها التشغيلية لمرحلة عودة الحجاج لمناطقهم وبلدانهم اعتباراً من يوم غد. وأوضح المدير العام للخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، أنه تم الانتهاء من كل التجهيزات لتفويج الحجاج، وتنظيم مغادرتهم إلى بلدانهم بعد إتمام مناسك الحج وفق خطة تشغيلية يشرف على تنفيذها فريق من جميع الشركات والقطاعات المعنية بالعمليات التشغيلية. وبيّن المهندس الجاسر أن الخطوط السعودية بجميع شركاتها وقطاعاتها أكملت استعدادها لبدء المرحلة الثانية من الخطة التشغيلية لحج هذا العام لإعادة ضيوف الرحمن إلى أكثر من 100 وجهة داخلية ودولية، بعد نجاح المرحلة الأولى من الخطة لنقل الحجاج في رحلات القدوم، ولنقل 470 ألف حاج بزيادة بلغت نسبتها 40 في المئة عن عدد الحجاج الذين تم نقلهم في حج العام الماضي، عبر 2300 رحلة خاصة بالحج، إلى جانب الرحلات الداخلية والدولية المجدولة. وأشار إلى أنه تم توفير خدمات مميزة خلال مرحلة العودة هذا العام، منها خدمة استلام العفش مسبقاً في مكةالمكرمة لحجاج العديد من الدول قبل موعد السفر بوقت مناسب، ليتفرغ الحاج لأداء مناسك الحج، إضافة إلى تجنب مشقة حمل العفش إلى المطار، وتلافي أي تأخير أو تكدس في صالات المغادرة، إلى جانب تخصيص موظفين يعملون على مدار الساعة بواقع ثلاث فترات يومياً، إذ تنحصر مهماتهم الرئيسة في تفويج الحجاج بكل دقة من خلال التنسيق مع عمليات الخطوط السعودية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة لضمان وصول الحجاج في المواعيد المحددة للرحلات.