تسابق إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة الخطى في الإحاطة بظاهرتي «البويات» و«الإيمو» اللتين تفشتا بين أوساط طالبات المدارس، إذ تطلق إدارة التوعية الإسلامية في «تعليم البنات» في المحافظة حملة علاجية بعنوان «خفقة قلب» تطبق في 24 مدرسة بهدف إيجاد الحلول للحد من انتشار الظاهرتين وغيرهما من المشكلات المنتشرة في بعض مدارس المرحلتين المتوسطة والثانوية. وأكدت مديرة إدارة التوعية الإسلامية خديجة شافعي ل«الحياة» أن انتشار بعض السلوكيات الخاطئة بين الطالبات في مرحلة المراهقة أصبح في مرحلة لا يمكن التغاضي عنه، مشددة على أهمية التواصل بين المدرسة والأسرة لحماية الفتيات من الانجراف وراء سلوكيات غير مرغوبة أرجعت أسبابها إلى سطحية التفكير والتقليد والمحاكاة والتبعية للمظاهر الزائفة التي لا تمت لهوية المجتمع السعودي بصلة، واستبدالها بأنماط سلوكية صحيحة تنم عن شخصية سوية متوازنة تخدم المجتمع وتكون عضواً نافعاً فيه. وأضافت شافعي أن ذلك لن يتأتى إلا بإيجاد حلقة تواصل بين فئات المجتمع المعنية لتوفير بيئة تربوية آمنة، وتحذير الناشئة من التبعية والتقليد للمستجدات السلبية الوافدة، وغرس قيمة العفة لما لها من أثر قوي في توجيه فكر وسلوك الطالبات ورصد الممارسات السالبة والإسهام في تحديد أسبابها وخطوات علاجها. وأشارت إلى أن حملة «خفقة قلب» التي تطلقها إدارتها ستستمر لمدة ستة أسابيع وتطبق على 24 مدرسة متفرقة على جميع أحياء جدة في المرحلتين المتوسطة والثانوية، تشمل برامج عدة لتوعية الفتيات أهمها لقاء طبي تديره الدكتورة سامية العمودي تتطرق فيه إلى الجوانب الصحية والنفسية السالبة التي تتركها بعض الممارسات الخاطئة التي لا تكون فقط تقليداً وإنما تصل إلى الخط الأحمر، ومحاضرات لتعريف كيفية التآخي بين الفتيات ومفهوم الأخوة. وأضافت شافعي أن الحملة تشمل أيضاً الأمهات والقيادات التربوية في المدارس ودعمها بالمهارات اللازمة لمواجهة المشكلات والقضاء عليها في مهدها من خلال محاضرات وورش عمل تعقد لمديرات المدارس والمرشدات الطالبات لتعريفهن بكيفية التعامل مع الفتيات في سن المراهقة وكيفية توجيههن التوجيه الجيد، وتنظيم ندوات للأمهات بعنوان «لست وحدك» لتعريفهن بدورهن ودور الأسرة في تنشئة البنت وتقويم سلوكها ولاطلاعهن بأن هناك من يساندهن في التربية وفي حل مشكلات بناتهن إن وجدت وأنهن لسن وحدهن يواجهن سلوكيات غير مرغوبة من البنات، إضافة إلى تعزيز الهوية الإسلامية ومساعدة الطالبات على مواجهة المستجدات السالبة الوافدة، وتعزيز قيمة المسؤولية لدى مديرات ومسؤولات التوعية والمرشدات الطالبات وتشجيعهن على رصد السلوكيات السيئة والقضاء عليها في مهدها. وأكدت شافعي أن تعميم البرنامج على جميع مدارس محافظة جدة في العام المقبل سيكون له تأثير أكبر على الفئات المستهدفة من حيث تصحيح مفهوم الحرية الشخصية والتعريف بحدودها الضابطة لها، واستبدال القناعات السالبة لدى الطالبات بقناعات إيجابية بناءة، واستثمار فرص التواصل بين المدرسة والبيت باعتباره شريكاً أساسياً في العملية التربوية، وتعزيز انتماء الطالبة لأسرتها وتقوية أواصر العلاقة بينهما، وتفعيل ثقافة الحوار وآلياته، وتقوية صلة الأسرة بالمدرسة من خلال برنامج «خفقة قلب» من أجل إيجاد بيئة تربوية آمنة.