قتل شرطيان جزائريان وجرح 2 آخران، بتفجير انتحاري استهدف مقر الأمن المركزي في محافظة تيارت (300 كلم جنوب غربي العاصمة). ونفذ الهجوم إرهابي ارتدى حزاماً ناسفاً وحمل سلاحاً نارياً وحاول اقتحام مقر الأمن، فتصدى له شرطي، ما دفع الارهابي الى تفجير الشحنة الناسفة في حوزته، ما اسفر عن مقتله اضافة الى الشرطي ورفيق له توفي متأثراً بجروح خطرة اصيب بها. وأعلنت المديرية العامة للأمن الجزائري، أن الاعتداء الارهابي الذي استهدف مقر أمن ولاية تيارت، أدى إلى وفاة شرطيين مكلفين بمناوبة الحراسة الخاصة بالمقر، كما قتل منفذ الاعتداء. وروى شهود أن أحد الشرطيين رمى بنفسه على الانتحاري لحماية زملائه واستوعب عصف الانفجار، فيما توفي زميله في مستشفى المدينة. وحاول الإرهابي الدخول إلى المقر الأمني مطلقاً النار من سلاحه، إلا أن رد رجال الأمن كان سريعاً، ما منعه من التقدم واضطره إلى تفجير نفسه. وأغلق المحققون الأمنيون الشارع الرئيسي امام مقر من المحافظة، وروى شهود أن عملية جمع أشلاء بشرية امتدت على بعد نحو خمسة أمتار من بوابة المقر، ما يشير الى قوة الشحنة الناسفة. يذكر ان محافظة تيارت، لم تشهد منذ أكثر من 15 سنة أي عملية إرهابية، لذلك بدا استهداف مقر امن المحافظة مفاجئاً، علماً انه ثاني هجوم انتحاري يستهدف مقراً للشرطة في الجزائر، بعد محاولة تفجير مقر فرعي للأمن في محافظة قسنطينة (400 كلم شرق العاصمة) في شباط (فبراير) الماضي، مع فارق في أهمية الهدف حيث تم استهداف المقر الرئيسي للأمن في الولاية الجزائرية. وذكرت مصادر في مديرية الأمن، أن الشرطي الذي تصدى للانتحاري هو المحافظ عيساوي الطيب، أما الثاني فهو العون علواوي بولنوار. وأوردت وكالة الأنباء الجزائرية النبأ كالآتي: «حاول إرهابي كان يحمل حزاماً ناسفاً الدخول إلى مقر أمن الولاية مستعملاً سلاحاً نارياً إلا أن رد رجال الأمن كان سريعاً حيث ألقى أحدهم نفسه ببسالة على الإرهابي لمنعه من التقدم أكثر ليلقى حتفه مع الإرهابي الذي فجر نفسه. ومكن التدخل الشجاع لعناصر الشرطة المكلفين بالحراسة من تجنب حمام من الدم، لا سيما و أن مقر أمن ولاية تيارت يقع في منطقة مكتظة بالسكان». واقترن توقيت تنفيذ عملية التفجير بأسلوب تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في المنطقة الغربية للبلاد، حيث تستهدف «القاعدة» عادة مقرات أمنية أو تنفذ عمليات في مواعيد دينية كالأعياد، وقبل سنتين، قتل 11 جنديا صبيحة عيد الفطر في محافظة عين الدفلي التي تبعد من تيارت بأقل من 150 كلم. وقبل أسبوع، أوضح بيان لمديرية الأمن أنها وضعت برنامجا أمنياً مقترناً بعيد الأضحى يتضمن «تكثيف عمليات المراقبة الأمنية والتواجد الاستباقي في الميدان بهدف الحفاظ على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات وكذلك توفير الأجواء المناسبة عشية هذه المناسبة». كما تعمل المصالح الأمنية على «تكثيف الدوريات الراجلة والراكبة وتأمين الأماكن والأسواق العامة إلى جانب تأمين المراكز التجارية والسياحية وأماكن الترفيه والتسلية، فضلاً عن المساجد، خاصة صبيحة صلاة العيد، وكذلك تأمين محطات الوقود ومحطات نقل المسافرين التي تشهد حركة كبيرة».