تم تسريبها - بين وزارة خارجية تل أبيب ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن رفضها الشديد لسياسة التضييق التي تحاول أن تفرضها وزارة الاتصالات الإسرائيلية على قناة «الجزيرة»، محذرة من «خطورة إغلاق أو سحب اعتماد المكتب وفريق العمل به في القدس». واستخدمت الخارجية الإسرائيلية في مكاتباتها مع نتنياهو لغة وصفت ب«غير الدبلوماسية» لمنعه من اتخاذ أي إجراءات أحادية الجانب تجاه قناة «الجزيرة» القطرية أو التعرض لأي من أطقمها العاملة في الأراضي المحتلة. وأظهرت الرسائل التي تناقلتها عدد من وسائل الإعلام الدولية، أن «الخلاف بين رئيس وزراء إسرائيل ووزارة خارجيته وصل إلى حد التهديد المتبادل». وفي تطور لافت انضمت إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية في دفاعها عن قناة «الجزيرة» وزارة داخلية تل أبيب، التي دعت إلى اجتماع عاجل في مقر مجلس الأمن القومي الإسرائيلي لتناول تأثير قرار نتنياهو بإغلاق قناة الجزيرة على «الأمن العام الإسرائيلي». كما أظهرت الرسائل تحذيرات وزارة خارجية إسرائيل لنتنياهو من إغلاق مكتب قناة «الجزيرة» في الأراضي المحتلة، أو التعرض لعمل المكتب ب«أي صورة»، موضحة أن قناة الجزيرة «تستضيف على شاشتها العديد من المسؤولين الإسرائيليين»، وأنها «داعم رئيس لنقل وجهة النظر الإسرائيلية إلى العالم العربي». وأوضحت مصادر إعلامية أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تمارس ضغوطاً كبيرة على مكتب الصحافة الحكومي في تل أبيب لوقف سحب بطاقة اعتماد مراسل الجزيرة في القدس إلياس كرام، الذي صدر قرار بوقفه في السادس من شهر آب (أغسطس) الجاري، وهو ما نجحت فيه أمس (الأربعاء)، إذ تراجعت إسرائيل عن قرار بإلغاء اعتماد كرم، قائلة إنه أوضح أن التصريحات التي أدلى بها العام الماضي لا تمثل تأييداً لما وصفته إسرائيل بالعنف الفلسطيني. وقال المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية أمس: «المكتب في رد على تفسيره وبعد مشاورات مع مسؤولي الأمن جمد لمدة ستة أشهر قرار إلغاء اعتماد كرام، وسيراجع تقاريره الإخبارية خلال هذه الفترة»، فيما امتنع متحدث باسم قناة «الجزيرة» في الدوحة عن التعليق، مستدركاً أن «بياناً سيصدر في وقت لاحق». ويتبنى وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا قرار إغلاق القناة القطرية، بدعم من رئيس حكومة إسرائيل الذي يتفق مع قرا على خطورة وجود قناة «الجزيرة»، وخصوصاً خلال فترة الأزمات. وقال قرا في تصريحات تناقلتها وسائل إعلامية «في هذه الفترة اكتشفنا عدداً من وسائل الإعلام التي تستغل حرية التعبير للتحريض، ومن بينها الجزيرة»، مضيفاً: «نحن نرى أن الجزيرة أداة بيد تنظيم داعش وحزب الله وإيران»، إلا أن عدداً من رواد مواقع التواصل الاجتماع سخروا من بث أخبار مزعومة عن إغلاق قناة «الجزيرة» في إسرائيل. ونشر عدد منهم على صفحته في «تويتر» صوراً لمدير القناة في تل أبيب وليد العمري، خلال أحد التقارير من داخل العاصمة الإسرائيلية، وهو ما اعتبره البعض «تمثيلية». وقال عبدالله المالكي في تعليق على الصورة المتداولة للعمري على «تويتر»: «قلناها من قبل هذه تمثيلية لم يصدقها إلا الحمقى».