سرّعت واشنطن إخراج ديبلوماسيين من روسيا، وإنهاء عقود موظفين محليين شملتهم تدابير تقليص عدد العاملين في بعثتها، مؤكدة التزامها المهلة التي حددتها موسكو. تزامن ذلك مع ترقّب شهادة النجل الأكبر للرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكونغرس، لتوضيح صلاته بشخصيات روسية خلال الحملة الانتخابية لوالده. وتنتهي اليوم المهلة التي منحتها موسكولواشنطن لتنفيذ قرار أصدره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتقليص عدد موظفي البعثة الأميركية في بلاده إلى 455 شخصاً، ليغدو مساوياً لعدد موظفي البعثة الروسية لدى الولاياتالمتحدة، رداً على تشديد عقوبات أميركية على موسكو، وطلبت من واشنطن استكمال التقليص قبل الأول من أيلول (سبتمبر) المقبل. وأفادت مصادر ديبلوماسية أميركية في موسكو ب «إنجاز عمل ضخم خلال الشهر الماضي لتنفيذ القرار»، مشيرة إلى إنهاء عمل 755 شخصاً، معظمهم روس، في سفارة الولاياتالمتحدة وقنصلياتها في روسيا. ونقلت صحيفة «ار بي كا» الروسية عن ديبلوماسي أميركي بارز، أن بلاده سرّعت الإجراءات لضمان التزامها المهلة المحددة، علماً أنها أسفرت عن إنهاء عقود محلية لأكثر من 600 روسي، فيما أنجزت تدابير مغادرة أكثر من 100 ديبلوماسي أميركي مع أفراد عائلاتهم. وأشار إلى أن عمليات التقليص الحادة طاولت الإدارات ال18 في السفارة، والتي خسر بعضها حوالى ثلثَي العاملين فيه. كما طاولت القنصليات والمكاتب المتخصصة التابعة للسفارة في إيكاتيرنبورغ وسان بطرسبورغ وفلاديفوستوك. وقدّر الديبلوماسي حجم التقليص في القنصليات بحوالى 60 في المئة من الموظفين، لافتاً إلى أن واشنطن دفعت «تعويضات سخية» للروس الذين عملوا في سفارتها وقنصلياتها، كما نال الموظفون الذين تجاوزت فترة خدمتهم 15 سنة، حق الإقامة الدائمة في الولاياتالمتحدة. ونبّهت السفارة الأميركية في موسكو إلى أن التقليص «سيؤذي في شكل أساسي العلاقات الإنسانية والثقافية بين البلدين»، مشيرة إلى أن المكاتب المختصة في هذا الصدد فقدت الجزء الأكبر من موظفيها. وكانت السفارة الأميركية أعلنت تقليصاً حاداً في خدماتها القنصلية، وأوقفت نشاطها القنصلي في مدن، كما جمّدت تقديم الخدمات القنصلية لمواطني بيلاروسيا الذين كانوا يلجأون إلى قنصليات واشنطن لدى روسيا للحصول على التأشيرات والخدمات القنصلية الأخرى. وأبلغ مسؤول أميركي «الحياة»، بأن بلاده «تراجع خياراتها للردّ على موسكو»، لافتاً إلى «تحرّك» لها قريباً في هذا الشأن. وكانت روسيا وضعت تقليص الولاياتالمتحدة خدماتها القنصلية في إطار «روح دعم الثورات الملونة»، ملوّحة بردّ. إلى ذلك، أكد الكرملين تلقيه رسالة إلكترونية من مايكل كوهين، المحامي الشخصي لترامب، في كانون الثاني (يناير) 2016، أي خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية، طالباً مساعدته في تسريع إجراءات لتشييد «برج ترامب» في موسكو. وقال ديمتري بيسكوف، الناطق باسم بوتين، إنه اطلع على الرسالة، مضيفاً أن كوهين كتب عن «شركة روسية معيّنة وأشخاص محددين» أرادوا تشييد «ناطحة سحاب» في موسكو ويرغبون في أن يساعدهم لإنجاز المشروع. واستدرك أنه لم يردّ على الرسالة، إذ إن «هذا الموضوع ليس شأننا». أتى ذلك بعد إعلان لجنة القضاء في مجلس الشيوخ، أن دونالد ترامب جونيور وافق على الإدلاء بشهادته أمامها في جلسة مغلقة، في شأن صلات الحملة الانتخابية لوالده بموسكو. وكان ترامب الابن أكد لقاءه محامية روسية زعمت امتلاكها معلومات تمسّ المرشحة الديموقراطية للرئاسة هيلاري كلينتون.