واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي حملة اعتقالاتها للفلسطينيين واقتادت فجر اليوم (الأربعاء) 16 فلسطينيا إلى سجونها واستدعت آخرين إلى مقرات استخباراتها، وذلك غداة وعد قطعه الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس لأهالي الأسرى ب «إنهاء معاناتهم» أثناء لقائه بهم في رام الله مساء أمس. وأفاد موقع «عرب 48» بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت فجراً 16 فلسطينياً في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، فيما سلمت عدداً من المواطنين والأسرى المحررين بلاغات للحضور إلى المقرات العسكرية للتحقيق لدى الاستخابرات. واندلعت مواجهات في قرية بيت ريما غرب رام الله خلال اقتحامها، كما جرى تسليم بلاغات استدعاء لعدد من الأسرى المحررين في يطا جنوب الخليل، واقتحام بلدة تقوع وتسليم محرر بلاغ استدعاء وتهديده بإزالة صرح الشهيد محمد جبرين. وفي محافظة الخليل، أفادت مصادر محلية في مدينة دورا باعتقال قوّات الاحتلال الطالبة في جامعة الخليل سجود صالح الدراويش بعد اقتحام منزل عائلتها وهي أسيرة محررة من سجون الاحتلال. واندلعت مواجهات عنيفة مع الاحتلال أثناء عملية الاعتقال، أطلقت خلالها القوات القنابل الغازية والصوتية. كما اعتقلت قوّة عسكرية من جيش الاحتلال الشاب مؤمن أبو هواش بعد اقتحام منزله في قرية الطبقة جنوب دورا. وفي مدينة يطا، اعتقلت الشاب أسامة خالد عيسى العمور بعد اقتحام منزله، وسلمت عدداً من الأسرى المحررين بلاغات لمقابلة مخابراتها. أما في محافظة بيت لحم، فاعتقلت قوات الاحتلال فجراً 4 مواطنين من بينهم غسان محمد إبراهيم حمامرة وعبد الله طارق شوشة، فيما اعتقلت مواطناً في بلدة بيت فجار. وفي بلدة تقوع سلمت قوة عسكرية المواطن إسماعيل جبريل (45 عاماً) بلاغاً، فيما اعتقلت في بلدة كفر عبوش الأسير المحرر صبحي خلف (50عاماً). كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب محمد عريقات من أبو ديس بالقدس المحتلة، والمواطن محمد محمود الطاهر البرغوثي، وناجي علي الريماوي وشابين في بيت ريما رام الله، ونزال البرغوثي من كفر عين رام الله. واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال القرية، واعتقلت الفنان الشعبي محمد محمود البرغوثي، وناجي علي الريماي، بعد مداهمة منزليهما، وسط اندلاع مواجهات مع عدد من الشبان. واعتدت قوات الاحتلال بالضرب المبرح على والدة الفنان البرغوثي، ما استدعى نقلها إلى المستشفى لتلقي العلاج. وكانت عائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، التقت الأمين العام للأمم المتحدة، وطالبته ب «ضرورة التحرك الجاد والحقيقي، لإنقاذ حياة أكثر من 6500 أسير وأسيرة فلسطينية يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي مما يتعرضون له من انتهاكات كبيرة وخطيرة على أيدي إدارة مصلحة سجون الاحتلال، كالإهمال الطبي، والاعتقال الإداري، واعتقال النساء والأطفال، والنواب، واحتجاز جثامين الشهداء وغيرها، في مخالفة خطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). وقالت العائلات إنها «تتطلع إلى دور الأمين العام للأمم المتحدة وضمن جوهر مسؤولياته المباشرة للعمل بكل الإمكانات المتاحة وبما يمثل في الوجدان والضمير الإنساني، وبناء على التقاليد والأعراف المتبعة في المؤسسة الدولية، التي يقف على رأسها ودورها المناط بها في حماية السلم والأمن الدوليين، للعمل من أجل وقف الممارسات الإسرائيلية بحق الأسرى واستهتارها بحياة الإنسان». وتحدثت والدة الأسير الطفل شادي فراح، عن «الأوضاع الاعتقالية الصعبة والظروف النفسية السيئة التي يعانيها الأسرى الأطفال في سجون الاحتلال، حيث تتواصل الانتهاكات بحق أكثر من 300 طفل قاصر دون سن 18 عاماً، محرومين من حق اللعب والحياة والتعليم والرعاية الصحية ومن أحضان ذويهم». من جانبه، طالب رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع الذي سلم غوتيريس رسالة عن أوضاع الأسرى، ب«عقد جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة، بخصوص الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي يتعرضون لها من قبل السلطات الإسرائيلية ومصلحة سجونها». من ناحيته، قال غوتيريس «إننا نتفهم معاناة المعتقلين الفلسطينيين، وسنعمل مع الجهات المختصة وذات العلاقة لوقف معاناتهم»، بحسب «وفا».