أكد الناطق باسم حركة «التغيير» الكردية المعارضة أن الحل الأمثل للأزمة الحالية في إقليم كردستان هو أن تستمع الأحزاب الحاكمة إلى مطالب الجماهير، وأوضح متظاهرون في «ساحة الحرية» في السليمانية أنهم يسعون إلى تحقيق إصلاح حقيقي في البلاد بعيداً من الهدم والعنف. وقال الناطق باسم حركة «التغيير» محمد توفيق في تصريح إلى «الحياة» إن «الاجتماع الذي عقدته خمسة أحزاب في محافظة اربيل لم يفض إلى نتيجة». وأضاف إن «الحل هو أن تصغي أحزاب السلطة إلى مطالب الشارع والجماهير وأحزاب المعارضة للوصول إلى نتائج إيجابية، اعتقد انه ليس هناك حل آخر سوى هذا». وكانت خمسة أحزاب كردية هي «الديموقراطي الكردستاني»، «الاتحاد الوطني»، «حركة التغيير»، «الاتحاد الإسلامي» و»الجماعة الإسلامية» قد عقدت اجتماعاً مع رئيس حكومة الإقليم برهم صالح لدراسة الأوضاع في الإقليم عموماً والتطورات في مدينة السليمانية خصوصاً، بعد خروج تظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية. من جهة أخرى، أفاد متظاهرون في «ساحة الحرية» في السليمانية أنهم يسعون إلى ضمان إصلاحات سياسية حقيقية. وقال هيمن كريم، وهو صحافي خرج مع المتظاهرين إن «مثقفين وصحافيين ومواطنين من جميع الشرائح مجتمعون هنا في ميدان الحرية وهناك منظمات مجتمع مدني تشاركنا التجمع». وتابع:»نحن هنا للمطالبة بإجراء إصلاحات سياسية حقيقية ، لسنا مع الهدم أو اعتماد العنف لكننا نريد نظام حكم يدير الأمور بشكل جيد». إلى ذلك، أصدرت نقابة محامي كردستان بياناً شددت فيه على ضرورة أن تتسم التظاهرات التي تشهدها السليمانية بالهدوء والسلام وأن يبتعد المتظاهرون عن استخدام أي وسائل عنف كإحراق المباني الحكومية وقذفها بالحجارة. ودعا البيان المؤسسات الحكومية والحزبية إلى نبذ استخدام القوة لمواجهة التظاهرات ومعالجة أي خروقات تحدث من خلال القضاء والمحاكم، كما أبدى البيان دعمه مطالب المتظاهرين بأن تدخل الإصلاحات مرحلة التنفيذ الفعلي وأن تسعى حكومة الإقليم وراءها بشكل جدي. وطالبوا «بتشكيل لجنة من القضاة والشخصيات المستقلة للتحقيق في تفاصيل الأحداث التي شهدتها السليمانية وتقديم المتورطين إلى العدالة». على الصعيد ذاته، أفادت وكالة «رويترز» تحولت السليمانية التي تعتبر محوراً ثقافياً واقتصادياً في العراق إلى مدينة عسكرية في الأيام الأخيرة فيما يشارك آلاف الأشخاص في احتجاجات مناهضة للحكومة في ظل وجود أمني مكثف. وتظاهر حوالى 3000 شخص في شوارع السليمانية أمس في أحدث جولة من الاحتجاجات ضد الفساد والحكومة المحلية. وقتل ثلاثة أشخاص حتى الآن وأصيب أكثر من 100 في الاشتباكات بين المحتجين وقوات ميليشيا مدججة بالسلاح لها صلة بالحزبين الحاكمين في الإقليم الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي. وبينما انتشرت الاضطرابات في إنحاء العالم العربي رفع العراقيون أصواتهم أيضاً وإن كانت مطالبهم أكثر تركيزاً على إنهاء نقص الغذاء والكهرباء وعزل مسؤولين محليين بدلاً من تغيير النظام. وتم استقدام عشرات الجنود من الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس مسعود بارزاني من معقله في أربيل إلى السليمانية. وتسببت الاحتجاجات الأخيرة في وقف الأعمال وإغلاق المطاعم وقال محتجون انهم لن يتوقفوا عن التظاهر إلى أن تلبى مطالبهم. وحصل طلبة جامعة السليمانية على ساعتين يومياً للاحتجاج.