خلال الأسبوع الماضي أصدر رئيس اتحاد كرة القدم الأمير نواف بن فيصل توجيهاً «للجنة القانونية بالاتحاد يقتضي الاجتماع مع اللجنتين الفنية والانضباط والتحقق من جميع ما صدر عن تلك اللجنتين من قرارات، ومراجعة آلية عملها» واللافت في الأمر، أن الجهة التي ستحقق في الأمر هي اللجنة القانونية المسؤولة عن وضع القوانين واللوائح، ومع أن هذه اللجنة التي يرأسها ماجد قاروب أو «سعادة المحامي المستشار الدكتور» كما يحلو له، هي شريك أساسي في المشكلة، بل مصدر الخلل في أخطاء وتضارب اللجنتين الفنية والانضباط، وبالتالي يصبح من الخطأ الفادح أن يحقق قاروب وأعضاء لجنته في هفوات هم أصلها... وذات يوم اتصلت هاتفياً بالقاروب بعد صدور لوائح اللجان المختلفة وطلبت منه إيضاحاً عن بعض الفقرات، ولكني تفاجأت أن الرجل لا يرغب في التعاون مع الإعلام وقال لي: اللوائح الجديدة لدى الاتحاد السعودي، ويمكنك التوجه بسؤالك إلى كل لجنة فيما يخصها، فسألته عن دوره في وضع هذه اللوائح فأجاب أنه يمتلك مكتباً خاصاً، وأن الاتحاد السعودي زبون لديه ومهمة مكتبه الاستشاري تتوقف عند تسليم «البضاعة» للعميل. ويبدو أن قاروب ومكتبه سلموا بضاعة تعاني من عيوب مصنعية كثيرة، وأصبحت مهمتهم محاسبة لجنتي الانضباط والفنية على سوء الاستخدام مع أنهم سبب هذا! ... وما لفت نظري أيضاً أن قاروب صاحب «البضاعة» أصبح عضواً في أكثر من لجنة، وهو الرجل الذي يقول إنه يقدم خدمات استشارية من خارج الاتحاد، مع أن تواجده يجب أن لا يتجاوز افتتاح مكتب أو «ورشة» لصيانة القوانين واللوائح التي يقدمها مكتبه. ولا أدري حقيقة، عندما استمعت إلى كلمات قاروب عن البضاعة والعميل، لماذا تبادر إلى ذهني طابور الحصول على «الفول»، على اعتبار أن البقوليات «بضاعة» أيضاً، ولماذا شعرت أن تاجر البقوليات مسؤول عن «البضاعة» التي يسلمها إلى محل «الفول» الذي غالباً لا يهتم بفرز حبات الفول واستبعاد «الفاسد» منها. وسابقاً كان الحديث عن تشفير القنوات التليفزيونية وأجهزة الديجيتال يأخذ طابع العصر، حتى ظهر رجل الأعمال صالح كامل لشرح عملية بيع الحقوق التليفزيونية قائلاً إنه رجل صاحب «دكان» ولديه «بضاعة» يعرضها للبيع، ووصف القنوات الأخرى بأنهم أصحاب دكاكين، متمنياً من الله أن يرزقه ويرزقهم. وهي الطريقة نفسها التي يتحدث بها قاروب عن منتجاته من القوانين والأنظمة حتى أصبحنا نظن أن الساحة الرياضية باتت «دكاكين» و«بسطات» تخص أناساً لا يفهمون في الرياضة، ولا يدركون أن هناك فرقاً بين لوائح لجنة الاحتراف، وقوانين العمل والعمال. ما نتمناه أن يعود أصحاب الدكاكين للوقوف أمامها، وأن يتركوا الفرصة للكثير من الشبان المبدعين الذين يمكنهم العمل على وضع اللوائح وتطويرها وصيانتها وفق مفهوم رياضي وفكر متقدم، إذ لا أعتقد أن التنظيمات والقوانين في الدوري الانكليزي أو الإسباني هي من نتاج أشخاص يتعاملون مع كرة القدم على أنها «زبون» جاء ليحصل على خدمة من دكان «عم عمر»! [email protected]