أكد وزير الحج والعمرة الدكتور محمد بنتن أن المملكة هي بلد السلام، ومن على أرضها انطلقت الرسالة المباركة للعالم أجمع، داعياً وفود الرحمن إلى التعامل مع شعيرة الحج على أنها تهذيب للنفوس وتجسيد للمّ شمل الأمة على قيم الإخاء والسلام. وافتتح وزير الحج أمس، أعمال ندوة الحج الكبرى في دورتها ال42 بعنوان «الحج منبر السلام، من بلد الله الحرام» ذلك لموسم حج هذا العام 1438ه بحضور، ومشاركة نخبة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين من دول العالم الإسلامي كافة. وأثنى على هذا الوجود الكثيف منهم وفي مختلف التخصصات العلمية والفكرية. وأشار إلى أن الندوة تجسد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، في نشر قيم الإسلام السامية وتعزيز التواصل والتلاحم بين مفكري وعلماء الأمة الإسلامية، مشيراً إلى أن أعمال الندوة وفعالياتها تأتي امتداداً للدور الإسلامي الكبير الذي تقوم به السعودية في تعزيز قيم الإسلام السمحاء نحو الاعتدال والوسطية والسلام. وأوضح أن الندوة تركز على إبراز رسائل الحج وقيمه وإنسانيته وعالميته عبر مواسم الحج التي تذكي هذه القيم السامية سنوياً لأنحاء المعمورة باعتبار «الحج» منبر السلام من البلد الحرام. ونوه بالمنجزات الكبيرة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وأدوارها الخالدة في رعاية الحجاج وحماية رسالة الحج السامية التي منها تشع فكرة السلام وخطاب الاعتدال والتكاتف والتعاون بين أبناء الأمة، ودعا أن يتم الله على الحجاج حجهم في راحة وأمن وطمأنينة، وأن يحفظ لهذه البلاد قيادتها ويديم عليها استقرارها لتبقى راعية للحرمين الشريفين، ومقدمة الغالي والنفيس للتسهيل على المسلمين من مختلف أنحاء المعمورة مناسكهم، مجندة كل طاقاتها وإمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن. من جانبه، قال مفتي مشيخة كرواتيا عزيز حسانو فيتش: «إن موسم الحج مؤتمر سلام عالمي، منوهاً بندوة الحج الكبرى التي باتت تعد صوتاً من أصوات الأمة، ومثل هذه المؤتمرات التي تعقد في مكة وفي موسم الحج العظيم تمنح الجميع القدرة على تعزيز فكرة عالمية عن الإسلام». وأضاف: «نشكر من خلال هذا المنبر الإسلامي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده، على الجهود التي تبذلها المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها». وأكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن ندوة الحج الكبرى فرصة مباركة وتحفها محاور متعددة يشرفها الزمان والمكان والرسالة، مبرزاً مشاركة أصحاب الفكر والعلم في هذه الندوة التي تواصل عامها ال42 وفق عمل مؤسسي متماسك يتفق وحجم الحدث الذي ينطلق من رحاب مكةالمكرمة، منوهاً بأهمية عنوان الندوة ودور وزارة الحج والعمرة في جمع علماء الأمة خلال موسم. وأشار عضو هيئة كبار العلماء إمام وخطيب المسجد الحرام المستشار في الديوان الملكي الدكتور صالح بن حميد، عن موسم الحج، وما يؤديه من رسالة سلام للعالم أجمع مشيراً إلى أن الحج ومكة عنوان الأمان والسلام. وكانت أعمال الندوة استهلت بالمحور الأول «الإسلام دين السلام»، الذي ناقش تعريف السلام وشموليته وحكمه وأدلته والآثار الحضارية في تحقيق السلام ونشره، و«الأمة الإسلامية أمة وسط عدول خيار، وعدلها هو أساس السلام»، بمشاركة الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بغامبيا أمباي كيبا، والدبلوماسي المصري أحمد بهاء الدين، إضافة إلى رئيس المنتدى العالمي للوسطية بالأردن المهندس مروان الفاعوري.