هاجم بلجيكي من أصل صومالي جنوداً طعناً بسكين في بروكسيل قبل أن يُردى، في حين أوقف رجل مساء الجمعة في لندن بعدما أصاب شرطيَين بجروح، وسط تزايد هجمات الإرهابيين في أوروبا. ووصفت السلطات البلجيكية الهجوم بأنه «أرهابي». وأعلنت الشرطة البريطانية توقيف شخص أمام قصر «باكنغهام» وحبسه في إطار «قوانين مكافحة الإرهاب». وأكدت أن الرجل الذي تسبب بجرح شرطيَين اثنين، هتف «الله اكبر» مرات عدة وحاول استخدام «سيف» خبأه في سيارته. ويأتي الهجومان في حين نُظمت في برشلونة أمس، تظاهرة كبيرة للسلام وذلك بعد اسبوع من الاعتداءات التي شهدتها المدينة وكامبريلس المجاورة وخلفت 15 قتيلاً وأكثر من 120 جريحاً في 17 الجاري. وأعلنت النيابة العامة الاتحادية في بروكسيل فتح تحقيق في «محاولة قتل إرهابية» إثر الهجوم الذي ارتكب في جادة تقع في قلب المدينة. وأفادت تفاصيل قدمها المحققون أمس، بأن المهاجم الذي كان مسلحاً بسكين «هاجم من الخلف» العسكريين الثلاثة في وسط بروكسيل وطعنهم «وهو يهتف: الله اكبر». عندئذ رد أحد العسكريين بإطلاق النار. وأعلنت النيابة أن «الرجل أصيب مرتين وتوفي في المستشفى متأثراً بجروحه»، موضحة أن المهاجم كان يحمل إضافة إلى السكين «مسدساً وهمياً ومصحفين». وأضاف المصدر أن «الرجل الذي قام بهذا الهجوم، مولود في 1987 ويحمل الجنسية البلجيكية، وهو صومالي الأصل»، موضحاً أنه «وصل إلى بلجيكا في 2004 وحصل على الجنسية البلجيكية في 2015». وأوضحت النيابة الاتحادية التي استعانت بقاضي تحقيق في بروكسيل متخصص بشؤون الإرهاب، أنه «لم يكن معروفاً بأعمال إرهابية، بل بحادثة ضرب والتسبب بجروح في شباط (فبراير) 2017». ووقع الهجوم قرب الساحة الكبرى، إحدى المناطق «الحساسة» التي يقوم فيها عسكريون مسلحون بدوريات، بسبب التهديد الإرهابي في بلجيكا. وتم تعزيز هذا الحضور بعد اعتداءات 22 آذار (مارس) 2016 التي أسفرت عن 32 قتيلاً في العاصمة البلجيكية. وقال شاهد اسمه يوهان: «سمعت صراخاً ثم طلقين». وأضاف أنه شاهد «جندياً يده تنزف ورجلاً على الأرض ملتحياً ويعتمر قلنسوة». وبعد اعتداءين نفذهما انتحاريون أعلنوا ل «داعش»، وأوقعا 32 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً في 2016، شهدت بلجيكا العديد من الاعتداءات على عسكريين أو شرطيين. وهاجم جزائري يعيش في بلجيكا بساطور وأصاب شرطيين اثنين بجروح في 6 آب (أغسطس) 2016 في شارل روا (جنوب) وهو يكبر قبل أن يردى قتيلاً في اعتداء تبناه التنظيم الإرهابي. وفي لندن، أعلنت الشرطة أن الإرهابي الذي اعتقل مساء الجمعة أمام قصر الملكة اليزابيث الثانية، حبس في إطار قانون الإرهاب ويتراوح عمره بين 20 و30 سنة. وأضافت أن المعتدي كان يمتلك سيفاً طوله متر و20 سنتمتراً كان على المقعد المجاور للسائق، وكبر عند الهجوم على شرطيين اقتربا منه لتوقيفه فأصابهما بجروح طفيفة. وقال الشرطي غي كولينز إن «رد الفعل السريع والشجاع من الشرطيين مكن من توقيف المعتدي بسرعة». وشهدت بريطانيا في 2017 هجمات إرهابية تبنى تنظيم «داعش» ثلاثة منها. واستخدم مهاجمون في لندن مرتين سيارة لصدم مارة قبل تنفيذ هجوم بالسكاكين. وشهدت أوروبا أخيراً هجمات ومحاولات هجوم. وفي فنلندا أوقع هجوم بسكين استهدف النساء في شكل خاص ووصف بأنه إرهابي، قتيلين وثمانية جرحى في 18 الجاري. وفي هولندا ألغي حفل موسيقي لمجموعة روك أميركية إثر تلقي معلومات «ملموسة» من إسبانيا عن مشروع اعتداء، لكن الصحف الهولندية شككت لاحقاً في المعلومات. في نيويورك، اتهم ممثلو ادعاء داعية إسلامياً من جامايكا بالسعي إلى تجنيد مقاتلين للانضمام إلى «داعش». وألقي القبض على الشيخ عبدالله الفيصل (53 سنة) الجمعة في جامايكا. وقال مصدر أميركي إن سلطات نيويورك ستسعى إلى تسلمه حتى يواجه الاتهامات المنسوبة إليه أمام محكمة مانهاتن العليا. وولد الفيصل في سانت جيمس في جامايكا باسم وليام فورست ودين في بريطانيا عام 2003 بالتحريض على القتل وقضى عقوبة بالسجن. ورحلته السلطات إلى جامايكا في 2007 بعد الإفراج عنه. وقال سايرس فانس مدعي منطقة مانهاتن إن الفيصل استغل محاضراته وموقعه الإلكتروني وتسجيلات الفيديو في تحريض أتباعه على الانضمام للتنظيم الإرهابي. وقال ممثلو ادعاء إن الفيصل بدأ منذ كانون الأول (ديسمبر) 2016 في التواصل من جامايكا مع عميل سري في شرطة نيويورك. وأضافوا أنه حض العميل على الاطلاع على دعاية تروج للتنظيم الإرهابي على الإنترنت كما عرض مساعدته في السفر إلى الشرق الأوسط للقتال مع التنظيم. وأشار ممثلو الادعاء إلى أن أفراداً في شرطة نيويورك سافروا بالفعل إلى الشرق الأوسط وبمجرد وصولهم جعلهم الفيصل يتواصلون مع شخص في مدينة الرقة السورية. والفيصل متهم بالتحريض أو تقديم الدعم لعمل من أعمال الإرهاب.