«السلطة والهوية» و «توبة سلفي» و «التنوير» كتب تتماس مع الشأن الثقافي السعودي

من المتوقع أن يشهد معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته التي ستنطلق، الثلثاء المقبل، تغيّراً في نوع الكتب التي تحظى باهتمام القراء وزوار المعرض. فبعد أن سيطرت الرواية السعودية على مبيعات دور النشر في الدورات السابقة مواكبة لسيطرتها على المشهد بعد 2005، وحققت رصيداً من القراء إلى جانب أرصدة المبيعات، اتجهت دور النشر العربية والمحلية إلى الكتب التي تتماس مع الشأن الثقافي السعودي، سواءً الفكري والسيري والتعليمي، وكتب أخرى تقدّم إضاءات فكرية عن بعض العنونات الفكرية، والجماعات الإسلامية.
ولعل كتابي «القبيلة والقبائلية» للدكتور عبدالله الغذامي و«السعودية دولة ومجتمع» لعبدالعزيز الخضر دور في ذلك، بعد أن حققت مبيعات كبيرة في المعرض السابق. فجاء نعيمان عثمان بكتاب «القبلية: عجز الأكاديمي ومراوغة المثقف» ويتوقع له أن يحظى باهتمام. من الكتب التي يتوقع لها رواج أيضاً «أيام مع جهيمان» لناصر الحزيمي، وعلى منواله «توبة سلفي» لإبراهيم شحبي، إضافة إلى كتاب آخر له عن «السلطة والهوية»، وسيكون عبدالله القصيمي حاضراً بقصته مع التمرد على السلفية
ايضاً سيحضر الكاتب علي العميم عبر كتاب جديد بعنوان «شيء من النقد شيء من التاريخ» وفي المعرض كتب ناقشت قضايا دينية مثل «الإسلام هو القرآن وحده»، وهو نقاش دار على صفحات «المنار» عام 1324ه بين محمد صدقي ورشيد رضا، وكتاب «الأمة والجماعة والسلطة» لرضوان السيد، وآخر بعنوان «مفاهيم الجماعات في الإسلام»، كما أسهم عدد من مثقفي الوطن العربي بدراسات عن الجابري في كتاب واحد تصدره دار جداول. وترجمت الدار كتاب «ابن حنبل والمحنة» لولتر ملفيل باتون الذي ألفه عام 1897، أما في دار طوى فيواصل مجاهد عبد المتعالي بكتاب عن «حجامة العقل» بعد كتابه «سياط الكهنوت». واشتغل آخرون بالفكر مثل «الهوية والحرية.. نحو أنوار جديدة» للمفكر والفيلسوف التونسي فتحي المسكيني، و«الدين والهوية» للسيد ولد أباه، و«التنوير في الوطن العربي» لصالح مصباح، و«تشريعات العمل والعولمة» لمعضاد رحال.
وسنلحظ في كتب المعرض هذا العام تركيزاً على كتب التعليم، فعاد الدكتور أحمد العيسى بكتاب عن «التعليم العالي في السعودية رحلة البحث عن هوية»، بعد كتابه اللافت عن التعليم في السعودية قبل سنتين، كما يقدّم محمد الخازن «قراءة في سياسات التعليم». إضافة إلى كتب في السير، يعيد محمد السيف فيها طباعة كتابه «عبدالله الطريقي: صخور النفط ورمال السياسة»، إضافة إلى «سيرتهم: صفحات من تاريخ الإدارة والاقتصاد في السعودية». فيما يكتب سعد المحارب «معهم: حوارات في الشأن الثقافي السعودي»، وينشر عبدالله المغلوث في «الصندوق الأسود» حكايات لمثقفين سعوديين.
ومن الكتب أيضاً ما تناول التاريخ السياسي، مثل «الوجود العثماني في شمال الجزيرة العربية» لمطلق البلوي، و«محمد الخامس: من سلطان إلى ملك» لمحمد المساري، و«عبدالمحسن السعدون ودوره في التاريخ السياسي العراقي المعاصر». أما في النقد فكتبت سالمة الموشي «أيها النقصان من رآك – نساء حول العرش»، وفيه تناولت الفكر النسوي ووجود النساء في السياق الفكري وكتب صالح العجمي «جدل الحداثات» فيما قدّم سعد البواردي سلسلة قراءته النقدية في ثلاثة كتب تصدر عن دار المفردات. وقد يشهد هذا العام حضوراً قوياً لرواية «طوق الحمام» لرجاء عالم، المرشّحة لحصد جائزة «البوكر» بعد أن ضمتها قائمتها القصيرة، وإلى جانبها «فتنة جدة» لمقبول العلوي وهي التي ضمتها القائمة الطويلة.